ودّعت أول أمس أزيد من 500عائلة كانت تقطن في بنايات هشة بحي سدي الهواري العتيق حياة البؤس والحرمان بعد ترحيلها في ظروف مناخية صعبة إلى سكنات لائقة بالقطب الحضري الجديد ببلقايد وهي العملية الكبرى الثانية التي مست احياء مندوبية سيدي هواري بعد ترحيل اكثر من 600عائلة من نفس القطاع في سنة 2015 في اطار القضاء على البنايات المهددة بالانهيار والتي تشكل خطورة على اصحابها حيث شملت هذه المرة اصحاب الاستفادات المسبقة الذي انتظروا قرابة السنتين قبل الشروع في اسكناهم اول امس في أجواء امتزجت بين فرحة المرحلين و حزن المقصيين واحتجاجات أصحاب الطعون من العائلات التي حرمت من " الرحلة " الجمهورية عاشت منذ الصباح الباكر أجواء الفرحة التي سادت بيوت المرحلين في إحدى البنايات القديمة التي بدأت تتهاوى أجزاؤها بمجرد شروع المستفيدين في اخراج اغراضهم وشحنها في المركبات وسط زغاريد النسوة ودعوات العجائز وهكذا قابلتنا سيدة كانت تنتظر الفرج منذ ازيد من 50 سنة بحوش قديم مترامي في زقاق ضيق بهذا الحي الذي كانت تعيشه فيه حوالي 20 عائلة حياة الغبن و المعاناة اليومية مع الرطوبة و اهتراء الأسقف وتساقط أجزاءه الى درجة أن هذا المبنى اضحى غير صالح للترميم وهو نفس المشكل الذي تحدثت عنه سيدة أخرى استهلت كلامها بالدعاء بالشفاء والعافية لفخامة رئيس الجمهورية مؤكدة أن الفضل يعود إليه في اسكان المغبونين والمنكوبين في عز البرد وكذا القاطنين تحت اسقف الموت كما رافقنا هؤلاء الى غاية استلامهم مفاتيح سكناتهم اين كانت فرحتهم كبيرة بسعة المسكن وانشراحه واستحسنوا تواجد هذا المجمع السكني على بعد أمتار من مقر فرقة البحث والتحري ببلقايد مما يجعله اكثر امانا واستقرارا
هذا وميزت عملية لترحيل التي سخرت لها وسائل مادية و بشرية ضخمة بعد تجنيد حوالي 2000 شرطي بالزي الرسمي و المدني واعوان الحماية المدنية وعمال البلديات الى جانب وضع 640 شاحنة تحت تصرف المرحلين احتجاجات في الشوارع من طرف عشرات المقصيين الذين حاولوا قطع الطريق لولا تدخل مصالح الشرطة التي أعدت العدة لضمان نجاح العملية وقد اختلفت الاحتجاجات حسب وضع كل عائلة فهناك متزوجين لديهم ابناء رحلّوا برفقة اولياءهم واشقائهم في شقة متكونة من 3 غرف واشتكو من اقصائهم بعد طول انتظار رغم انهم مسجلين منذ بداية عمل لجان الإحصاء حيث سبق وان أودعوا الطعون أثناء توزيع قرارات الاستفادة في سنة 2015 كما احتج البقية على عزلهم تماما من عملية الترحيل رغم تضرر بناياتهم بشكل كبير وهو ما كشف عنه مواطنون يقطنون بالبنايات المرقمة ب12 و13 ورقم 5 بشارع قدور شيخ بلوفة " بلاص لابيل" الذين لم تزورهم اللجنة ولو مرة كما وجهت سيدة في الخمسين من عمرها صرختها للمسؤولين وطالبت بإعادة التحقيق في عمل اللجنة التي نصبت في عهدة المجلس الشعبي السابق بالمندوبية من أجل إنصاف المعزولين بشارع نايت بهلول يوسف أين حرمت حسبها 3 عائلات من الاستفادة والشروع أول أمس في هدم البنايات الملتصقة بسكناتها فضلا على قطع إمدادات بالكهرباء مباشرة بعد ترحيل البقية الكر والفر للحصول على ورقة طريق في حي الروشي و الطعن بحي البركي في المقابل نقلنا انشغالات المحتجين إلى رئيس دائرة السانيا الذي كان متواجدا بعين المكان للإشراف على ترحيل 107 عائلات بهذه النقطة وأوضح انه وقف على حالة تحايل واحدة سيتم اقصاؤها في عين المكان مؤكدا انه تم تنصيب خلية للتوجيه و الاستقبال بحي الروشي لاستقبال المستفيدين وكذا توزيع ورقة الطريق لأصحاب قرارات الاستفادة على عكس العمليات التي كانت تتم من قبل وحسبه أن الدراسة والتحقيق يكشف عنها على الفور لتحديد المقصيين وأصحاب الحقوق مشيرا أن هناك خلية أخرى بحي البركي تتولى دراسة الطعون غير أن هذا الإجراء لم يتفهمه المقصيون وحتى المرحلين اول امس حيث دخلوا في رحلة شاقة من اجل الحصول على ورقة الطريق وكذا تحويل اغراضهم في نفس الوقت ناهيك على تذمرهم من غياب شاحنات البلدية التي لم تتمكن من اجتياز الممرات الضيقة مما تطلب دفع مبالغ تتراوح ما بين 5000 و10 ألاف دج لتحويل امتعتهم الى حي بلقايد في الوقت الذي أكد فيه المسؤولين تسخير 640 شاحنة للمرحلين