ينتظر سكان مستغانم من المجالس الشعبية البلدية الجديدة تذليل العقبات التي تعترض مسار التنمية بعدما عجز أسلافهم على الاستجابة لانشغالاتهم ، و لعل أكثرهم معاناة هم القاطنون بالبلديات و المناطق النائية الذين ذاقوا ذرعا من المشاكل المتعددة و المختلفة التي عكرت صفو حياتهم طيلة السنوات الفارطة و لطالما طالبوا بحلول لها لكنهم لم يجدوا أذانا صاغية . و قد ارتأينا في هذا المقام الحديث عن احد اكبر البلديات بولاية مستغانم و التي من المفروض أن تكون في منأى عن المشاكل البسيطة ، غير أنها ليست كذلك ألا و هي بلدية حاسي ماماش البعيدة عن عاصمة الولاية ب 8 كلم ، حيث أن الزائر إليها يندهش من مخططها العمراني غير المفهوم و لو أنها تعرف بمدينة "كولونيالية". إذ أن نسبة كبيرة من طرقاتها بحاجة إلى تزفيت فيما تتواجد كل أرصفتها تقريبا مهترئة جدا حتى يكاد يطلق على هذه البلدية اسم مدينة الأرصفة المهترئة .إلى جانب معاناتها من غياب النظافة ببعض الشوارع و كذا مشكل الإنارة ، حيث أن بعض الازقات يخيم عليها ظلام دامس ليلا لأنه ليس بها مصابيح عمومية و أزقة أخرى بإنارة ضعيفة جدا فيما توجد بعض الطرقات منها طريق وريعة بأعمدة كهربائية بعضها لا يضيء. أما أهم مشكل يؤرق السكان و التجار على حد سواء هو عدم تهيئة أرضية السوق الوحيدة بالبلدية و التي تتحول إلى أوحال يصعب السير عليها عند التساقطات المطرية .فيما تتراكم المياه القذرة في فصل الصيف قرب المحلات بسبب اهتراء قنوات الصرف .كما أن النقل يعد احد أهم العقبات التي تعترض السكان بفعل الخدمات المتدينة التي يقدمها أصحاب الحافلات "ايزوسو" العاملين بخط حاسي ماماش – مستغانم . و إذا تحدثنا عن القطب السكني الجديد المشكل من سكنات "عدل" و "الالبيا" فان المقام هنا لا يسمح بذكر كل معاناة السكان و التي نلخصها في غياب المرافق الصحية و التربوية و الخدماتية بنسبة 100 في المائة . أما المسؤولون الجدد للبلدية ، فإنهم و حسب آخر حديث معهم أنهم واعون بحجم المشاكل التي يعاني منها السكان. إذ كان رئيس البلدية قد أكد لنا انه سيعمل بكل ما أوتي من إمكانيات للاستجابة لانشغالات المواطنين و إذا لم يستطيع أن يحل المشاكل الأخرى فانه لن يتوان في استقبال السكان و مطالبتهم بالصبر إلى حين دخول الأموال إلى الخزينة.