لم يعد سوق الحمري القديم بوهران قادر على استيعاب الكم الهائل من الباعة الفوضويين الذين يتضاعف عددهم أسبوعيا وتحديدا كل يوم جمعة المخصص لبيع الخردوات وكل ما هو مفقود موجود في سوق الجمعة بخلاف الأيام العادية التي يقتصر فيها البيع على الخضر والفواكه والمواد الغذائية وهو ما يجعل مرتادي السوق يحرصون على زيارته بدء من ساعات الصباح الأولى بحثا عن العرض المناسب بالسعر المطلوب حيث تتنوع البضائع بين ملبوسات جديدة ومستعملة و اجهزة كهرمنزلية و أحذية و أواني وعدد من أصناف المأكولات والتمور والحلويات إلى جانب البضائع التي لا تتوفر إلا في هذا السوق الأمر الذي جعله مقصداً لكافة الشرائح وبخلاف ما اعتاد عليه سكان الحي أصبح سوق الحمري مع نهاية كل أسبوع مقصدا للدخلاء من الباعة الذين وجدوا ضالتهم في بيع كل شيء إلى درجة ان المتسوق لن يجد مكانا للتجول بداخله بفعل توسع نشاط التجار الذين استولوا على كل الفضاءات المجاورة واحتلوا الأرصفة والطرق في صورة أضحت تشوه منظر الحي الذي تحول إلى مصدر إزعاج للسكان القاطنين بمحاذاته وما لفت انتباهنا أول أمس هو ضجيج أصوات الباعة وهم يروجون لسلعهم ويتنافسون فيما بينهم ويتزاحمون على الفضاءات خاصة وحسب ما أكده لنا بعض التجار الذين يملكون اقدمية في هذا النشاط بالحمري فان الوضع لم يعد كما كان عليه سابقا حيث اختلط الحابل بالنابل بسوق الحمري لاسيما ان الباعة الذين كانوا يعرضون سلعهم في سوق مرافال الذي ازيل منذ فترة تحولوا الى سوق الحمري مما تسبب في حالة الفوضى و الانسداد الذي يشهدها سوق الخردة نتيجة اكتساح الدخلاء كل المساحات فضلا على تجار الخضر والفواكه الذين لم يكتفوا بالسوق اليومي حيث وسعوا نشاطهم وأضحت الخضر والمؤكولات وطاولات الأكل الخفيف تزاحم الخردة دون احترام الشرو ط الصحية في عرضها وما يزيد من تأزم وضعية التجار النظامين الذين لم يجد حلا للمنافسة الشرسة للباعة الفوضويين حتى في بيع نفس المواد المتوفرة لديهم هو عدم تحرك السلطات المحلية من اجل وضع حد لتنامي التجارة الموازية وبيع البضائع التي لا تدوم طويلا بعد الاستهلاك بالإضافة إلى أن بعض المواد الغذائية المعروضة غير محددة الصلاحية حيث لا يعرف عن تاريخ انتاجها وتاريخ انتهائها أي شيء وحسب احد المتسوقين فان سوق الجمعة أصبح مفتوحا على كل شيء خصوصا و أن يوم جمعة هو يوم عطلة بعيدا عن أعين مصالح المراقبة وبالتالي فإن الضرر سيواجه المستهلك في نهاية الأمر فيما أبدى بعض المتسوقين امتعاضهم من طريقة بيع الحلويات الشعبية والمأكولات السريعة وطريقة عرضها المكشوفة في الهواء الطلق إلى جانب كونها مجهولة المصدر وغير معلوم تاريخ انتهاء صلاحيته وحسبهم ان سوق الجمعة لم يعد للخردة و مايشهده حاليا افقده تميزه المعهود