أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصات جديدة لتوجيه الرسائل وأصبح تويتر من القنوات الهامة في مجال الدبلوماسية الرقمية وإدارة الشؤون السياسية في القرن الحادي والعشرين وبينت الاحصائيات ان أكثر دول العالم لها حضور على هذه الشبكة حيث ان اغلب رؤساء الدول والحكومات لهم حسابات رسمية وشخصية وتقوم فرق للأعلام الرقمي والسياسيين بالرد السريع على الرسائل التي تصلهم عبر تويتر الذي صار بالفعل من اقوى وسائل التواصل المباشر بين المواطنين والقادة حيث تقوم تلك الفرق بالمراقبة المستمرة لما يجري في هذه الشبكة الرقمية العجيبة التي تتيح نشر الرسائل القصيرة المعروفة بالتغريدات التي تتم بسهولة ولا تتطلب الاستعانة بالتقنيين او الخبراء في القانون والاعلام والسياسة نظرا لطابعها الشخصي رغم كثرة المتابعين لما يدلي به الزعماء وكان الرئيس الأمريكي السابق اول رئيس يسجل في موقع تويتر في 5 مارس 2007 بصفة السيناتور أوباما الذي يتابعه 92 مليون وقد تولى ابراز إنجازاته الاقتصادية اثناء فترته الرئاسية بينما تحمل توقيعاته حاليا طابعا شخصيا اما خلفه المثير دونالد ترامب فله 34 مليون متابع فهو يغرد بكثرة وله اكثر من 35 الف تغريدة تعبر عن آرائه الشخصية للدفاع عن مواقفه وتوجيه الراي العام ومهاجمة خصومه من السياسيين والإعلاميين اما الديمقراطية هيلاري كلينتون فلديها 17مليون متابع وحوالي 9آلاف تغريدة وتعطي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أهمية بالغة للتواصل عبر تويتر مركزة على مهاجمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي المعروف بالبريكسيت وبالرد على تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلهجة شديدة وساخرة لدرجة انها طلبت منه غلق حسابه والكف عن الكتابة وعدد متابعيها قليل حوالي 116الفا ولها 2700 تغريدة اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيستخدم حسابه للإعلان عن زياراته ولقاءاته المهمة ونشر بعض الصور المعبرة عن تلك الاحداث وله حوالي 700 الف متابع و1930 تغريدة بينما تستعمل رئيسة وزراء بريطانيا حسابها بكثرة لنشر رسائل سياسية تحث على الخروج من الاتحاد الأوربي لضمان مستقبل أفضل لبلادها ولها 373 الف متابع وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حساب على تويتر فتحه في أكتوبر 2013 به حوالي 6235 تغريدة بالإضافة الى حساب على الفيس بوك اختار لهما عنوان الكل من اجل الإنسانية ويشير تقرير صادر عن مؤسسة بيرسون مارستيلر المتخصصة في العلاقات العامة والاتصالات الى ان اكثر من 83 بالمائة من الدول متواجدة على تويتر ووجود 643 حسابا حكوميا ل161 دولة وذلك في سنة 2014 مما يجعل العدد مرشح للارتفاع وقد ضمت خمسة زعماء اكثر متابعة في العالم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والبابا فرنسيس والرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج وريس وزراء الهند نارنادا مودي والبيت الأبيض الأمريكي وقد ظهر بوضوح توجه وزراء الخارجية الى استخدام شبكة تويتر من اجل ترسيخ التواصل المتبادل وخلق شبكة دبلوماسية افتراضية والسماح بإجراء المحادثات الخاصة والرسائل المباشرة واحصى التقرير 3100 حساب نشط للسفارات والسفراء للعديد من الدول مثل كندا وفرنسا والمكسيك وهولندا وروسيا واسبانيا وتركيا وبريطانيا وامريكا وتشجع وزارة الخارجية لبريطانيا سفرائها على المشاركة واستخدام المنصات الرقمية ويهتم قادة أمريكا اللاتينية بالتواصل عبر هذه الشبكة وتحظى حساباتهم بالمتابعة القوية والكثيفة ويتابع بعضهم بعضا وكثيرا ما يتواصلون بشكل علني فيما بينهم كما ان لمجموعة حكومات مجموعة العشرين حضورا رسميا على تويتر ولدى ستة قادة من مجموعة الدول الصناعية السبع حسابات شخصية وحتى زوجات بعض القادة لهن حسابات مثل زوجة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي غردت مؤخرا عن أهمية التعليم وهكذا فان السياسة تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي لتكون منبرا للقادة في مخاطبة الجماهير والتواصل معها والتأثير عليها خاصة في الحملات الانتخابية وكذلك لشرح بعض القرارات الخطيرة التي تتطلب الدعم الشعبي لها ويمكن للشركات وكبار المديرين التنفيذيين الاستفادة من تجربة السياسيين على تويتر لمعرفة وتوظيف الوسائل الرقمية وكيفية التواصل مع اقرانهم والشخصيات المؤثرة والفاعلة للترويج لمؤسساتهم ومشاريعهم باستغلال هذه الشبكة الواسعة الانتشار والمجانية