يعد الشاعر عمر البرناوي صاحب قصيدة " من أجلك يا وطني " من أهم كتاب المسرح الذين ساهموا في إثراء التأليف المسرحي في الجزائر ، و ليس في مدينة بسكرة فقط ، بل له العديد من المسرحيات التي كتبها للإذاعة التونسية و الإذاعة الجزائرية و مسلسلات بثت في كلتا الإذاعتين ، و أهم المساهمات التي حاول جاهدا من خلالها أن يترك أثرا في مدينته التي احتضنته كمدير لدار الثقافة التي عمل فيها أروع مسرحياته و هي مسرحية " أنا فنان " التي عرضت في بداية التسعينات ، و التي كانت من تأليفه ، و تحاكي هذه المسرحية الواقع الذي كان يعيشه الفنان الجزائري حيث حاول أن يلامس طبيعة العلاقة بين الفنان و الجمهور ، و بين الصورة الحقيقية لحياة الفنان بمختلف أشكالها سياسية كانت أم اجتماعية و بخاصة الوضع الاقتصادي لفنان يراه الجمهور بنظرة لا تخلو من الإعجاب ، لأنه يحاول قدر الإمكان إخفاء الوجع داخله لصورة براقة ووجه مبتسم على الدوام ، فمسرحية " أنا فنان " مسرحية مونودراما لشخصية فردية قام بتمثلها " أحميدة خيذر " و كان الإخراج ل " نور الدين عمرون " ،و أديت المسرحية بشكل كوميدي يسخر من المجتمع ، و الحال المقيت الذي يحاول الفنان الجزائري التأقلم معه و لا ينجح في النهاية ، لأنه رافض لذلك الجحيم الذي يقدم له في كأس من الخذلان و الطاعة، باحثا عن عيش كريم بدل فتات الخبز الذي لا يكفي لسد رمقه ، و يبقى إلى النهاية يصارع هذه المعاناة التي كانت مفروضة عليه . من خلال هذه المسرحية التي عرضت في الكثير من دور العرض بولايات الوطن و التي تعتبر جزء من مرحلة التحول الديمقراطي التي كانت تعيشها الجزائر ، حيث أراد الأديب عمر البرناوي أن يشارك بهذا التحول من وجهة نظر لا تخلو من مطالب معينة ترأف لحال الفنان الجزائري ليتحسن وضعه المعيشي ، و أيضا أن يلفت النظر إلى فئة حساسة من الشعب لها دور كبير في توجيه الرأي العام الجزائري . و تعد مسرحية "أنا الفنان " المسرحية الوحيدة التي سجل بها البرناوي حركته الفنية بمدينة بسكرة . هذا الأديب ابن المدينة البار الذي ولد بها سنة 1935 م و هاجر طالبا للعلم ، فحصل خلال رحلاته على شهادة البكالوريا من تونس ، و أتم تعليمه بها ، و تخصص في المسرح و لم يكتف بهذا بل غادر إلى العراق ليدرس الأدب العربي ، و يحصل على شهادة الليسانس ، و رحل البرناوي عن الدنيا سنة 2009 م بعد معاناة طويلة مع المرض .