تعطى الإشارة الرسمية لانطلاق فعاليات النسخة ال21 لأكبر محفل كروي في المعمورة, ويتعلق الامر بكأس العالم, يوم الخميس بملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو, بإجراء المباراة الافتتاحية بين منتخب البلد المنظم, روسيا, ونظيره السعودي وذلك ابتداء من الساعة 00ر18 بالتوقيت المحلي (سا 00ر16 بتوقيت الجزائر), في حين ستكون ألمانيا امام مهمة صعبة من أجل الحفاظ على تاجها العالمي خلال هذه المنافسة المفتوحة على جميع الاحتمالات. وستدخل منتخبات البرازيل, اسبانيا, الارجنتين و حتى انجلترا و البرتغال, في ثوب المرشحين فوق العادة من اجل معانقة الكأس العالمية, حيث سيتم التعرف على صاحبها يوم 15 يوليو القادم بموسكو. غير أن عامل المفاجأة يبقى واردا في الدورة العالمية التي عادت الى الارض الاوروبية بعد غياب عنها لمدة 12 عاما, بعد نسختي جنوب افريقيا (2010) والبرازيل (2014).
وبغض النظر عن إرضاء جماهيرها خلال المرحلة التحضيرية, بات المنتخب الروسي مطالبا بتقديم أفضل ما لديه بغية اقتطاع تأشيرة التأهل الى الدور ثمن النهائي ولكي لا يكرر سيناريو جنوب افريقيا وهي التي كانت البلد المنظم الوحيد من يغادر المونديال خلال الدور الاول في 2010. فأمام جمهوره, يسعى "الدب" الروسي الى تجاوز عقبة ثلاثة منتخبات ضمن المجموعة الاولى وهي العربية السعودية, مصر و اوروغواي التي تضم في صفوفها القناص إيدينسون كافاني. وكون منتخب "الازرق السماوي" يعد الاقوى نظريا وهو المرشح الابرز لنيل المركز الاول عن هذه المجموعة فإن الصراع سيكون على أوجه بين روسيا ومصر وبدرجة اقل السعودية على التأشيرة الثانية. وفي المجموعة الثانية, فإن منتخب البرتغال, بطل أوروبا, يريد تحقيق نتيجة جيدة خلال سابع مشاركة مونديالية له, بقيادة النجم كريستيانو رونالدو, حيث ستكون هذه التشكيلة من بين الفرق المرشحة للذهاب بعيدا خلال العرس العالمي. وتبدو المهمة غير سهلة كون هذه المجموعة تضم ايضا احد اقوى المنتخبات العالمية ويتعلق الامر ب"الماتادور" الاسباني حامل لقب نسخة 2010 بالإضافة الى منتخبي ايران والمغرب. وستكون موقعة سوتشي (سا 00ر19 بتوقيت الجزائر) يوم الجمعة من أجمل لقاءات دور المجموعات ويتعلق الامر بداربي شبه جزيرة إيبيريا بين اسبانيا والبرتغال والتي ستشكل ليس فقط قمة مباريات المجموعة الثانية بل قمة الدور الاول برمته. من جانب آخر, سيكون منتخبا فرنساوالارجنتين من أبرز مرشحي مجموعتيهما الثالثة والرابعة على التوالي, من اجل بلوغ الدور ثمن النهائي. ففي مجموعة تضم منتخبات الدنمارك واستراليا والبيرو, ستكون "الديكة" الفرنسية المدججة بالنجوم على غرار مبابي وغريزمان, أمام احتمالي الاخفاق و النجاح في وقت واحد, مع العلم ان هذا المنتخب بلغ الدور ربع نهائي لمونديال 2014. من جهته, بات منتخب الارجنتين, منشط نهائي 2014, مطالبا بتأكيد قوته على الصعيد العالمي, وهو الذي عانى خلال التصفيات الى غاية آخر جولة لضمان تأهله الرسمي الى روسيا عن منطقة امريكاالجنوبية. وستكون "الألبيسيليستي" ضمن مجموعة نوعا ما متكافئة بتواجد نيجيريا وكرواتيا وكذا ايسلندا التي تشارك لأول مرة في تاريخها. ويبدو أن التذكرة الثانية للتأهل الى الدور الثاني ستشهد تنافسا شرسا بين المنتخبات الثلاثة الأخيرة.
ولا يختلف اثنان في الجزم أن هذا العرس العالمي في طبعته ال21 , تشوبه غيابات من العيار الثقيل, ابزها غياب المنتخب الايطالي صاحب أربع كؤوس عالمية و الشيلي أحد المنتخبات المعتادة على الحضور في المحفل العالمي و صاحبة الثنائية الأخيرة في "كوباامريكا" . وتشاء اقدار مونديال هذه الطبعة ان يكون المنتخب الايطالي الذي اقصي على يد المنتخب السويدي في مقابلة السد, الغائب الاكبر عن منافسة واضب على الحضور فيها منذ سنة 1958, ليحدث بذلك "زلزال حقيقي" داخل البلاد و حتى على الصعيد العالمي, من باب صعوبة تصور منافسة كأس العالم دون منتخب "الازوري". من جانبه, يسجل منتخب الشيلي صاحب تسع (9) مشاركات, هو الآخر غيابه عن العرس الكروي العالمي بعد ان اقصي في اخر جولة من التصفيات على يد المنتخب البرازيلي (3-0) رغم ان مصيره كان بين يديه, علما ان مشوار رفاق الحارس كلاوديو برافو كان قد توقف في الطبعتين السابقتين في الدور ثمن النهائي على يد نفس المنتخب البرازيلي ليكون هذا الاخير بحق "الشبح الاسود" للكرة الشيلية. ومن تناقضات الساحرة المستديرة ان يكون منتخب الشيلي الغائب الاكبر عن المونديال ضمن المنتخبات العشرة الاولى في تصنيف الاتحادية الدولية (فيفا) الأخير. من جهة اخرى ستسعى المنتخبات الممثلة للقارة السمراء, وهي مصر و السنغال و المغرب و تونس و نيجيريا الى الذهاب الى ابعد الحدود الممكنة في هذا المونديال و معادلة احسن نتيجة لإفريقيا في المنافسة التي حققتها - لحد الان - منتخبات كل من الكاميرون و السنغال و غانا الذين بلغوا الدور ربع النهائي -على التوالي- في دورات ايطاليا (1990) و اليابان و كوريا الجنوبية (2002) و جنوب افريقيا (2010). تجدر الاشارة ان قرعة المونديال لم تكن رحيمة بممثلي المغرب العربي (المغرب و تونس), باعتبار ان المنتخب المغربي سيكون في خطر في المجموعة الثانية التي سيكون فيها مجبرا على تحدي منتخبات قوية هي اسبانيا و ايران و البرتغال, فيما سيلعب المنتخب التونسي ضمن المجموعة السابعة رفقة منتخبات بلجيكا و انجلترا و بنما التي تسجل اول مشاركة لها في المونديال.