كانت القارة الافريقية قبل قدوم الاوربيين اليها في القرن الخامس عشر تنعم بالامن والسلام تعبرها القوافل التجارية من الشرق الى الغرب حاملة مختلف البضائع ومنها الذهب وريش النعام والعاج والملح وقامت فيها دول مزدهرة نعمت بالثروة والجاه مثل امبراطورية مالي وامبراطورية غانا القديمة في غرب افريقيا ودولة داهومي (بنين حاليا) ودولة زنجبار في شرق افريقيا ودولة النج التي امتدت من سلطنة عمان الى جنوب أفريقيا وربطت علاقات مع الصين والهند ومناطق العالم الاسلامي لكن تغلغل الاسبان والبرتغاليين في القارة في القرن 15الميلادي كان بداية حقبة مظلمة حيث حولوا الملايين من ابنائها الى عبيد بعد أن اختطفوهم من أهلهم وذويهم فيما يعرف بتجارة الرقيق وقد انضم اليهم الهولنديون والفرنسيون والدانمركيون والامريكيون ونقلوا 12مليون أفريقي على الأقل مقيدين في اغلال العبودية الى القارة الامريكية بعد اكتشافها لاستغلالهم في الزراعة والمناجم والبناء ومات ملايين الافارقة في سفن العار التي كانت تحملهم نتيجة البرد والجوع والمرض وسوء المعاملة. فحسب بعض التقديرات تم نقل 60 مليون مات منهم 40 مليون في الطريق إنها الكارثة الكبرى التي حلت بأفريقيا واستفادت منها اوربا التي اقتسمت القارة الافريقية في مؤتمر برلين سنة 1885وانتقلت من تجارة الرقيق بعد منعها الى الاستعمار المباشر لاستغلال ثرواتها الطبيعية والبشرية وارتكبت مجازر فظيعة كما فعلت بلجيكا في الكونغو وفرنسا في مدغشقر ناهيك عن الجزائر وستعملت الدول الاستعمارية الافارقة في حروبها التوسعية وفي الحربين العالميتين الاولى والثانية وفرقت بين الشعوب والقبائل بالحدود الاصطناعية وفرضت لغاتها وعاداتها وتقاليدها على الشعوب الافريقية التي سلبت ثرواتها وتركتها تعيش في الفقر والجهل والامراض الفتاكة وهي التي كانت تدعي أنها جاءت لنشر الحضارة والتقدم لذا قال الزعيم الافريقي أحمد سيكوتوري ( نفضل الحرية مع الفقر على الاستعمار مع الغنى ) ونظرا لموجة التحرر وقيام الثورات على الاستعمار القديم نالت الكثير من الدول الافريقية حريتها واستقلالها لكنها وجدت نفسها مكبلة باتفاقيات ومعاهدات ومرتبطة بالدول التي كانت تحتلها والتي واصلت هيمنتها عليها السياسية والاقتصادية والعسكرية فعانت الدول الافريقية الناشئة من الانقلابات العسكرية والاضطرابات والصراعات الحروب الاهلية والتي لا تكاد تتوقف في منطقة حتى تنشب في منطقة أخرى من نيجيريا الى أنغولا الى الكونغو الديمقراطية ورواندا وبورندي الى ليبيريا وسيراليون والى ساح العاج ثم مالي دون نسيان الصومال والسودان وايريتريا واثيوبيا والتمييز العنصري في دولة جنوب افريقيا فمن أين يأتي الخير والتنمية والازدهار وسط الحروب .