حذّرت مديرية الصحة و السكان المواطنين من استهلاك المياه التي لا يعرف مصدرها أو تلك المتأتية عبر الربط العشوائي من شبكة توزيع المياه و هذا لتفادي الإصابة بالأمراض المتنقلة عبر المياه لا سيما ما تعلق بداء الكوليرا الذي يعتبر مرض معوي معدي ينتج بسبب جراثيم تنتقل عن طريق الأطعمة و الأشربة الملوثة ببكتيريا الكوليرا و التي تنتقل من المصاب إلى الآخرين ، من أعراضها حدوث إسهال شديد بدون الإحساس بالمغص و يكون لون البراز أصفر ثم أبيض و يحدث بعد الإسهال قيء شديد و يكون لونه في البداية أصفرا ثم يتحول إلى الأخضر و بعدها يصبح أبيضا و في كل مرة تزداد كمية القيء عن المرة التي سبقتها إضافة إلى العطش الشديد بسبب القيء و الإسهال الشديد مما يسبب هبوط الدورة الدموية نتيجة حدوث الجفاف و تقلصات في الصدر و البطن و الأطراف و كذا توقف إدرار البول بسبب نقصه . و يسمى مرض الكوليرا بالكوليرا الوبائية أو الكوليرا الآسيوية و هو من أسرع الأمراض قتلاً للمصاب ، بحيث يمكن أن يتعرض للموت بعد ثلاث ساعات من الإصابة بالمرض في حال عدم تلقيه للعلاج الطبي اللازم له و الذي يقدم له إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد إذا كانت الحالات خطيرة ، مع العلم بأن المناطق الأكثر شيوعاً في داء الكوليرا هي تلك التي تعاني من المجاعة و الازدحام و كذا الحروب و قد ظهرهذا الوباء لأول مرة في الجزائر عام 1987 ثم عاد ظهوره سنة 1996 و بولاية وهران عام 1991 حيث سجلت آنذاك أولى الحالات بمنطقة «عين البيضاء» اثر شربهم لمياه الخزان الذي كان يحتوي على بكتيريا الكوليرا . و من بين أسباب الإصابة بمرض الكوليرا تناول الطعام أو الماء الملوث ببكتيريا الكوليرا كما سبق ذكره أو الخضراوات و الفواكه التي تسقى و تغسل بمياه الصرف الصحي و هو الأمر الذي يستوجب الالتزام بالتدابيرالوقائية و الاحترازية من الداء و هذا بالابتعاد عن تناول الأطعمة من المناطق الشعبية و التي لا تتوافر فيها الظروف الصحية و الابتعاد عن تناول السوائل و المشروبات من أماكن غير موثوقة صحياً و تعقيم الماء لتفادي الإصابة به مثلما سجل مؤخرا ببعض ولايات الوطن . و في ذات الصدد دعا السيد خوجة الهواري مدير إنتاج مياه «سيور» إلى ضرورة تغيير الذهنيات و شرب مياه الحنفيات لان جميع المياه التي تصل إلى ولاية وهران هي مياه معالجة و هي تخضع للتحاليل أيضا عبر المخابر الستة المتواجدة على مستوى الولاية ، و نوه إلى أنهم يجرون سنويا 700 ألف تحليل إلى جانب تحاليل مادة الكلور و يخضعوا ما يراوح ال 16 ألف عينة من مياه حنفيات الزبائن و الخزانات إلى التحاليل المخبرية دوريا و هذا في إطار العمل الدائم للمؤسسة ، و نوه إلى أن « سيور « تتكفل بتوزيع مياه محطات « الماو» التي نمون كل من ولاية وهران ، غليزان معسكر و مستغانم و كذا محطة «تافنة « التي تغذي منطقتي وهران و تموشنت و اللتان تكونان قد خضعتا لمعالجة كيميائية و بيولوجية من قبل مهندسين مختصين في البيولوجيا بالمخابر التي تتوفر عليها ، و أكد بان المياه التي تصل إلى وهران مياه معالجة بنسبة 100 بالمائة ، و أشار إلى انه في حال أي شك في نوعية أو طعم المياه يقومون فورا بقطعها و يتخذون الاجرءات التصحيحية اللازمة. و صرح السيد خوجة الهواري بأنه في إطار التدابير الوقائية من داء الكوليرا رغم أن ولاية وهران لم تسجل أي حالة بها حسب مدير الصحة قام وزير الموارد المائية بعقد اجتماع مع مختلف الهيئات المعنية السبت الماضي بما فيها مؤسسة «سيور» حيث وجهت لهم تعليمات لأخذ كافة الاجراءات الاحترازية من وباء الكوليرا و تبع ذلك لقاء عقده المتحدث «مدير توزيع مياه سيور « مع جميع مسيري عملية توزيع المياه عبر مختلف الدوائر حسبما أشار اليه أقر خلاله مضاعفة عدد العمال و اجراء التحاليل المخبرية بثلاث مرات و منها تحاليل مادة الكلور و توسيع نقاط أخذ العينات بكل ما تسيره مؤسسة « سيور» و قد طمأن سكان ولاية وهران بأن المياه التي تصل حنفيات شققهم و التي يقدر حجمها ب 560 ألف متر مكعب هي مياه صالحة للشرب مائة بالمائة . هذا و نشير إلى أننا اتصلنا بملحقة «معهد باستور « بوهران للاستفسار عما إذا تم اقتطاع أي عينات لإخضاعها للتحاليل بخصوص الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا و لكن ذلك كان دون جدوى .