(1)خطوةٌ سرقَت حيّزا من فضاء.. هكذا يحتسينا الوجود.. إسمها الثانيه لو تجرّأتُ، إذا عدتُ مستدركاً للوراء.. لم يحن موعدي أيها الوقتُ لم يغب أثري في ثوانيك الحثيثةِ رغم أن المكان الذي لم أغادره لم ينتبه للفَناء.. كلما تستميتُ دفاعاً أيّها المنتشي عن حقّنا في البقاء، ترتوي بالسماء.. كل أفراحنا شهقة الربّ لما يراجع إلحاحنا في الدعاء.. فسحة الطير التي لا نراها سوى بهجةٍ حيث ذاك المدى، لا تطوّقه العين في جحرها، و لا يدركه إسقاطها، كذبةٌ، بل غباء.. نحن لا نمنح الطير حقه في تعب الخفقان، لا، و لا جوعه لما يحلّق طالبا قوته، أو قوت الفراخ في عشّها، لا نرى كل هذا العناء.. نحسد الحوت في البحر، يبدو لنا أنه باذخ الحسن ، يسبح في العمق مكتنزا بالرخاء.. مرّةً..حين كنت أدخن مرتشفاً قهوتي باكراً، جاء يسألني من لا يرى في الورى غير لغم البهاء، صاحبي من فضلك ولّاعةٌ، ما اسم عطرك ؟! إنّي مدينٌ لكل الصّباحات حين تمرّ بجنبي، تخلّف بين الكراسي لنا ومضةً من نقاء.. قلتُ و لم تستجب شفتاي، لم يُكثّفْ حروفي ليسمعها السائلُ عن خُدعتي في الحياة من الرئتين زفيرُ الهواء.. أنا كتلة من هراء.. لم أنم مثل غيري من البشر الأسوياء، لم أنم يا صديقي ليركُلني البؤس بين يديك و تسألني عن مساحيق ظلّ الحياة أداري بها كوكبا من جفاء.. أعد لي صديقي الحقيقةَ تلك، و عُد حيث كنتَ، و لا تنسخ الرقمَ، كن نسخة الأصل لا تتفرّعُ عن غيرها عند كل لقاء،.. (2) « لا وقت لديّ لأصلح عطب الفكرة في المرآب..» تقول يدي الممتدةُ صوب صهيلِ الغيمةِ تفركُ أخرى، صوت الرّعد يؤنّبها، و وميض البرق يُراوح رقعته المغشيّ عليها بتراشُقِ قِطعٍ تصطكّ من الصرّ القطبيّ على الداما.. وشوشةُ الريح تضاجع عيناً مغمضةً تملي للروح بطلسمها فتتعرّى، تستنطق أزرار الذكرى، زرّاً زرّاً، تستحضر أنفاسا حرّى، و تكسّر نايات الأحزان على الأقدار المجحفةِ و سرّ البندول.. من يحفن من عينيك الضوء معذّبتي، لا شكّ سليلٌ #دون_جوانيّ، راعي النجمات يروّضها، يحرّضها أن لا تنساق إلى نجوى ثقبٍ أسود .. يرعد يزبد: «لا وقت لديّ لأصلح عطب الفكرة في المرآب..»