من منا لا يتذكر مقولة * جئتكم رسول حب و سلام * ، *عفا الله عما سلف * لم تكن مجرد عبارات أو كلمات رددها فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في خطاباته الموجهة إلى الشعب الجزائري بقدر ما كانت رسم لتجربة واضحة وجريئة وصريحة المعالم وضعت قواعد لسياسة أعادت السلم والأمن للجزائر و جسدت المعنى الحقيقي للسلم *المصالحة أولا و السلام دائما*و جعلت تجربتها رائدة و محل اهتمام كل دول العالم التي تبحث عن الأمن و الاستقرار الذي يراود كل مواطن بها و تحولت الى نموذج يحتذى به اقليميا و دوليا. و ها نحن على مقربة من إحياء الذكرى الثلاثين لإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة *اليوم العالمي للسلام* المصادف ليوم 21 سبتمبر و الذي أصبح اعتراف دولي بجهود الجزائر في ترقية و تعميم قيم السلم و المصالحة الوطنية و العيش المشترك لانهاء معاناة الأبرياء في العالم مع الحروب و الفقر و الجهل و قد اتخذت تجربة الجزائر التي جسدها فخامة رئيس الجمهورية بوتفليقة منذ انتخابه عام 1999 نموذجا لوقف نزيف الدم و اطفاء جمرة الارهاب وطي صفحة الماضي و الذهاب لمصالحة وطنية تجمع و لا تفرق و تضع حدا لسنين الجمر و تعيد للشعب بسمته و تمكنه من العيش في سلام و تحولت الى حقيقة من خلال تجسيد ميثاق السلم و المصالحة الوطنية التي جاء بها خلال استفتاء 29 سبتمبر 2005 الذي حظي بالموافقة بنسبة 97 بالمائة ليتحول بعد ذلك الى قانون تمّ الشروع في تنفيذه في ال 28 فيفري 2006 . و تضمن القانون موادا تنصّ على العفو و إجراءات اجتماعية نتائجها قطع الطريق أمام التدخل الأجنبي و التدويل و اطلاق سراح عديد المساجين و أهمّها عودة السلم و الأمن و التي مهدت لحقبة جديدة في تاريخ البلاد ترتكز على لم الشمل والتنمية و التشييد و انعاش البناء الوطني و الذي تحول الى مبادرة *للعيش بسلام* تبنتها الأممالمتحدة بالإجماع و تقرر لها يوم علمي في 16 ماي من كل عام ، علما أنه في ال 8 ديسمبر 2017 صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع* 172 دولة من بين 193 *على اللائحة رقم 130/17 تعلن من خلالها يوم 16 ماي من كل سنة يوما عالميا للعيش بسلام من أجل التعبير عن الرغبة في العيش و العمل معا موحدين في ظل الاختلاف و التنوع و اقامة عالم في كنف السلام و التضامن. بعد 13 سنة من الاستفتاء على ميثاق المصالحة الوطنية * خروبة* .... من عشرية النار إلى عشرية النور و تجدر الاشارة الى أن ميثاق السلم و المصالحة الوطنية أنهى عشرية الدمار والدماء، وأعاد البسمة للشعب الجزائري، واسترجع الأمن والاستقرار لكامل ربوع الوطن، و جعل الجزائر تتجه نحو الازدهار والتنمية من خلال مئات المشاريع في مختلف المجالات، وكان ميثاق السلم والمصالحة الوطنية منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر، حيث لا يمكن اليوم لأي أحد أن يزايد عن نتائجه ، ولا يمكن أن ينكرها الا جاحد، فثمار السلام تتضح جليا في استتباب الأمن والطمأنينة في نفوس الجزائريين بعد عشرية الدم والدمار والخراب وكنموذج عن ذلك نأخذ هذه القرية الصغيرة المتواجدة بولاية وهران المعروفة بإسم دوار *خروبة* و التي عرفت وضعا صعبا في منتصف التسعينيات و شهدت أنذاك هجرة ونزوح العشرات من السكان نحو وجهات مختلفة، إلا أنه وبعد أن تم بسط الأمن والآمان، عقب دخول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية قيد التجسيد ، وعودة الحياة الطبيعية مجددا ، عادت أفواج من سكان المنطقة إلى مساكنها وأملاكها ،وحول ذلك يقول أحمد بطشي وهو أحد العائلات التي عادت مجددا إلى *خروبة * بعد أن شدت الرحال هربا من بطش الجماعات الدموية التي ارتكبت مجزرة دموية ذات ليلة سوداء من شهر أكتوبر 1997، أن عودتهم لأملاكهم كانت بتشجيع من السلطات والتي وفرت كل الظروف الملائمة لهم المصالحة جسدت فكرة الوطن فوق الجميع و هو نفس ما أشار اليه السيد بن شريط أحد ضحايا الإرهاب الذي إكتوى بنار فلول الإجرام والتي أفقدته عائلته في ليلة مرعبة من ليالي أكتوبر 1997 ،و الذي أكد أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية هو نقطة تحول واضحة في مسار التاريخ المعاصر للجزائرّ، لأنها جسدت فكرة الوطن فوق الجميع مشيرا إلى انه ليس هناك أي شبه بين جزائر قبل المصالحة الوطنية وجزائر اليوم، وأضاف للجريدة أن الشعب الجزائري لا يزال حريص على المحافظة على الأمن والاستقرار و السلم الذي يعيشه اليوم مقارنة بما تشهده الدول المجاورة، كما انه لا يرغب في العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل إرساء الأمن والمصالحة الوطنية من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. برنامج الخير والأمل...أعاد الحياة للدوار منطقة *خروبة *التي شهدت دمارا خلال العشرية السوداء و كانت في يوم من الأيام منطقة محظورة وخطرة ، هاجرها سكانها تحت تهديد الجماعات الإجرامية التي عبثت بالحرث والنسل و شهدت غضون تلك الفترة أكبر مجزرة جماعية راح ضحيتها 21 شخصا شهر أكتوبر 1997 أضحت حاليا تظهر بوجه مغاير تماما بفضل ثمار السلم و المصالحة الوطنية ، و هو ما لحظناه في أول وهلة لزيارتنا لها و ما لمسنا أيضا من كلام قاطني هذه الجهة الذي أعربوا عن ارتياحهم الشديد للالتفاتة التي أزاحت عنهم سدال الغبن، أين استفاد حيهم من مبلغ مالي معتبر دعما من الصندوق الدولي منذ سنين خلت بعد أن طالت يد الغدر و سفك الدم عدة ضحايا إبان العشرية السوداء،و كانت الأغلبية ممن تحدثنا معهم يشيرون إلى أن السلطات أبدت لحد الساعة إهتماما لدفع عجلة التنمية بالمنطقة نحو الأمام ، و لدى وقوفنا على واقع الوضع افاد المشرفون على الأعمال أنَ بعض المشاريع انطلقت بالتوازي و منها من انتهت و منها من لاتزال قيد الانجاز ،و قد انتهى مشروع تزويد الحي بالماء و الغاز الطبيعي ، أما الطرقات فقد هيئت منها حوالي 17 كلم ، و تدعمت بالإنارة العمومية التي أصبحت تغطي كامل شوارع و أزقة الحي ،إضافة إلى الهياكل الأخرى مع العلم بان *خروبة * أضحت تتوفر على ملحقة إدارية و5مدارس ابتدائية ومتوسطة ومؤسسة إستشفائية جوارية فضلا عن عدد من المرافق الترفيهية و المساحات الخضراء جعلت الحي يظهر في حلة بهية . من جهته أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لحاسي بونيف أنَ حي خروبة شهد تهيئة شاملة بانطلاق جملة من المشاريع المذكورة انفا بعد أن استفادت منذ سنوات من صندوق الدعم الدولي بمبلغ قدر ب 47 مليار سنتيم كونها منطقة تضررت من يد الإرهاب خلال العشرية السوداء و لم يقف الأمر عند هذا فحسب بل تم تجسيد مشاريع أخرى كتهيئة الفضاءات الخضراء و مساحات اللعب للأطفال و ملعب و عيادة متعددة الخدمات و مركز بريد و ملحقة إدارية.وفيما يتعلق بقنوات الصرف الصحي والمعاناة التي كان يعيشها السكان فقد استفاد قاطنوه من مشروع لترميم قنوات المياه القذرة، ودراسة أخرى لمديرية الري بوهران لوضع مخطط لقنوات الصرف الصحي ، وفي المجال الصحي ونظرا للكثافة السكانية تم إنجاز عيادة متعددة الخدمات في المستوى حتى يخفف من عبء تنقل المرضى إلى مستشفى وهران الجامعي و في ذات السياق صرح والد الطفلة نورالذي كان يرافق ابنته إلى المدرسة صباحا ،وهو أحد شهود عيان على فترة العشرية السوداء والتي وقعت فيها هذه القرية الصغيرة فريسة تحت مخالب الإرهاب ، أن الحياة عادت إليهم لتبتسم مجددا بعد أن طرح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ميثاق السلم والمصالحة يوم 29 سبتمبر 2005 على الإستفتاء الشعبي،و الذي صوت عليه الشعب الجزائري بالأغلبية الساحقة تدعيما لبرنامج الخير والأمل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي نقل العباد والبلاد من عشرية النار إلى عشرية النور، وبفضل هذا المشروع هاهي الجزائر اليوم تنعم بالأمن والاستقرار والسلم، بل أكثر من ذلك، أصبحت نموذج يقتدى به في العالم ،فما تم تحقيقه في الجزائر يعود إلى فضل عودة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، والذي أدى بدوره إلى إعادة بناء ما دمره الإرهاب والنهوض بالجزائر إلى مصاف الدول المتقدمة، واليوم يقول السيد ظفارني موسى والد الطفلة نور *أننا بعد 13 سنة من دخول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية نجني ثمار ذلك والحمد لله المدارس فتحت أبوابها وأخرى شيدت وأبناءنا يخطون أول درجات لتحقيق مستقبلهم في كنف جزائر آمنة ومزدهرة .