على عكاز أزرق لم نعهده في يده قام نصر الدين بن شيحة بزيارة مجاملة إلى جريدة الجمهورية، حيث وكعادته لم تخلوا من خفة روحه وعباراته الكثيرة التي تضرب في الصميم فكل مقال مقام ولكل كلمة يتلفظ بها إلا ولها ألف دلالة ودلالة، رسالات مشفرة وغالبيتها توجه لما فيه الصلاح للرياضة الجزائرية وحتى المحلية، فقد كان صريحًا كعادته دون أي تجريح موجه وبإنتقاده البناء كان يتكلم بن شيحة، مشددًا على الفساد الذي أصبح ينخر جسد الرياضة بوهران بفعل لما أسماهم بالدخلاء، من أصحاب البريكولاج وحتى مدربي الأصول الأربعة كما حبذ له وصفهم، ولم يخف إنزعاجه من سقوط مولودية وهران لكرة اليد محملاً المسؤولية لرئيس النادي الهاوي طيب محياوي، كما تكلم أيضًا عن رئيس الشركة بلحاج احمد والحاشية التي أبعدته بعدما إلتمست نواياه الصادقة لتحسين صورة الحمراوة التي طالتها الشوائب بفعل التصرفات الطائشة لبعض أشباه مسيرين، كما تكلم عن حالته الصحية والأسباب التي جعلته يبقى بعيدًا عن الساحة، امور كثير لا تعد ولا تحصى في هذا الحوار الذي جاء كالتالي: أين هو بن شيحة لم نعهده بعيدًا عن الساحة الرياضية؟ أنا لست بعيد بل قريب جدًا لكن بهيئة جديدة، فمساري الرياضي سرق مني بعدما أصبحت من المغضوبين عليهم بفعل صراحتي الكبيرة، فلمن ليست لهم علاقة بكرة القدم هم من أصبحوا في الواجهة، وأشخاص مثلي ومثل أسماء كثيرة أضحت في بطالة مستديمة، وانا من جهتي رفضت أن أبقى قعيد وبعيد عن الأجواء، فإنتهجت من سياسة المساعدة وتقديم العون لرياضيي النخبة فرصة للبقاء ضمن هذا العام الذي يسوده السواد بفعل من ليست لهم علاقة بالميدان، صراحة رياضة كرة القدم سرقت منا. نفهم من كلامك أنك مقصي من الساحة؟ نعم قد تم إقصائي لأني صاحب اللسان السريح، فبن شيحة لا يقدم الوعيد إلا وكان له البيان المفيد لما فيه الخير للرياضة الجزائرية، مؤخرًا أصبحت أشعر أني خطر على من لا يملكون المؤهلات وبدون أن أقصد وبفعل نوايا الصادقة أصبحت أسقط الأقنعة وأكشفها، لذا فقد قل الإجماع علي على أني غير كفؤ وأنا من أملك الألقاب العربية والمحلية مع مولودية وهران ووفاق سطيف وفرق كثيرة، فيكفيني شرفًا أني مثلت الجزائر أحسن تمثيل في مهنة التدريب بالسعودية والسودان وليبيا. تكلمت عن مولودية وهران، ونحن عهدناك في المدرجات ومختلف مواعيد الحمراوة، ما الذي أبعدك؟ الأجواء المتعفنة هي من جعلتني أخفف من خطواتي، وأصبحت أحضر المقابلات الهامة أو المناسبات التي تخص فريق القلب دون أن أجعل لحضوري صدى مثلما كنت أفعل في السابف، حيث كنت أتكلم بإسم فريق القلب إعتقادًا مني أن الجميع سيبارك المبادرات التي كنت بمجهوداتي الفردية وإمكانياتي الخاصة وكنت أنسبها للإدارة الحالية، لأكشف أنني كنت أطعن من الخلف دون أن أشعر، وخير دليل ما حدث لي في مبارادة صلح بين الحمراوة والشلفاوة، حينها تعرضت لأكبر حملة قادها بعض الأطراف الطفيلية عن الفريق، فالمحيط المتعفن جعلني أنسحب دون أن أحدث ضجة، رغم متابعتي لكل صغيرة وكبيرة. تقصد في الآونة الأخيرة؟ نعم وأبدأ من النادي الهاوي الذي ضيع جيلاً من اللاعبين في فرع كرة اليد، حيث سيسجل التاريخ أن محياوي أسقط فريق مولودية وهران إلى القسم الثاني بفعل تسييره الأعرج الذي يسوده الضبابية بعدما عزف عن وضع تقاريره الأدبية والمالية للموسم الثاني على التوالي، ولا ألوم بسجراري الذي يتحمل جزء من المسؤولية لكنني ألوم من عينه على رأس تسيير فرع كرة اليد، لنتهجة محياوي مسرحية قديمة في ديكور جديد والمتمثلة في تحميل بسجراري المسؤولية كاملة، وأطلب من العدالة فتح تحقيق في وجهة الأموال ومدى مصداقية التقارير المالية. ، ما تعليقك عن سيرورة البطولة، وهل يمكن القول ان عبد الكريم مدوار قد تمكن من وضع قطار الإحتراف في سكته؟ يبتسم... لا يوجد الإحتراف أصلاً وأصبحنا نشهد الإعتراف بالإنحراف الحاصل، فالعنف زادت نسبته في الآونة الأخيرة وما حدث بملعب 20 أوت بالعاصمة من طرف أنصار شباب بلوزداد خير دليل على تدهور وضع كرة القدم المحلية، أما مدوار فأنا لست مخول للحكم على تسيره إلا أني ألمح لأمر مهم، هو أنه لوضع شخص ما على كرسي التسيير يتوجب العودة والنظر في سيرته الذاتية وتاريخه ... والحديث قياس. وماذا عن المنتخب الوطني وهل يمكن القول ان بلماضي قد نجح في الرهان بعد الفوز في تشاكير على البنين؟ بلماضي شخصية رياضية بإمتياز، ويمكن القول أن الناخب الوطني الجديد يعتبر الرجل المناسب في المكان المناسب، فهو عمل لمدة 12 سنة على رأس العارضة الفنية لمختلف الأندية بالخليج وحتى المنتخب الأولمبي لقطر، ونال معه اللقب الأسيوي، وهو ما جعله مؤهل لقيادة الخضر، ففي اللقاء الثاني له شهدناه بعض التعديلات وعودة النسق السابق بإعتماد على الكرات القصيرة من الخلف، وأظنه أنه قادر على العودة بإنتصار من كوتونو لأن السناجب سوف تعتمد على اللعب المفتوح بعد الهزيمة التي تكبدها في الجزائر بنتبجة هدفين مقابل صفر، وما لت إنتباهي أيضًا هو اللاعب عطال الذي يمكن لبلماضي وضعه مكان بين طالب أو تايدر لأنه يمتاز بالخفة وحربي فوق أرضية الميدان. بصفتك حارس سابق، من تراه الأنسب لحراسة عرين الخضر مبولحي أو دوخة أو زغبة؟ مبولحي رقم واحد في المنتخب الوطني وله خبرة كبيرة لنزال نستفيد منها، وأرى بأن زغبة سيكون الوريث الشرعي لمبولحي لأنه يملك نفس المواصفات بالإضافة إلى عامل السن الذي جعل الموازين تنقلب لحاروس وفاق سطيف على الحارس دوخة، المهم الثلاثي في المستوى. رغم أنك مريض إلا أننا سمعنا عن نيتك في دخول في تربص للمدربين ببرشلونة الإسبانية الأسبوع المقبل هل تؤكد الخبر؟ نعم أنا متوجه يوم 25 أكتوبر الحالي لإسبانيا أين سأدخل في تربص للمدربين ببرشلونة، حيث سيتكفل شقيقي بنفقات تنقلي والمشاركة في هذا التربص، رغم بعدي عن الساحة هذا الموسم إلا أني لا أزال أحب مزاولة مهنتي، فقد تم تهميشي مؤخرًا من طرف الغرباء عن الرياضة، ولكني سأعود بقوة. هل هناك ما تختم به هذا الحوار؟ أ شكر والي ولاية وهران الذي تدخل شخصيًا في قضيتي والمتعلق بالراتب الشهري الذي أتقاضاه كعامل ببلدية وهران والذي لا يكفي حتى لسد تكاليف علاجي، ما أرجه من المولى هو طول العمر فأبلغك أني أدركت السن ال 58 وإحتفلت مع أبن أخي عبد القادر الذي أدرك هو الأخر السن 13 بعيد ملاد في نفس اليوم، وحتى أختم أقدم تحية شكر وتقدير إلى رئيس المجلس البلدي ومدير الديجياس، وحتى ل حنصال وقادة الشافي رئيس جمعية راديوز ومير محمد الذين هم سندي لغاية الآن.