اختتم أول أمس المركز الجامعي أحمد صالحي بالنعامة أشغال الملتقى الدولي حول الهجرة غير الشرعية الذي نظمه مخبر الجرائم العابرة للحدود التابع لمعهد الحقوق لذات المركز بحضور عدد كبير من الدكاترة والمختصين من داخل و خارج الوطن و الذين تداولوا وعلى مدار يومين بالشرح والتحليل حزمة من المواضيع من بينها ، ماهية الهجرة غير الشرعية والآليات الوطنية لمكافحتها في التشريع الجزائري و الهجرة وإشكالية الأمن في المتوسط وكذا الهجرة البيئية المدفوعة بتغييرات المناخ و هجرة الطلبة الأفارقة فضلا عن مداخلة الدكتور عزوز بن تمسك من جامعة سوسةبتونس حول الآليات الدولية والوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وقد خلص المتدخلون بالتأكيد على ضرورة دعم المصالح المختصة بالحدود الجزائرية وتزويدها بالتجهيزات الحديثة بغرض تطويق هذه الظاهرة بشكل جيد. و ضبط المصطلحات الخاصة بالهجرة وتفعيل دور الاتفاقات الدولية والتنسيق والتعاون الإقليمي مشيرين إلى أن الجزائر رفضت في أكثر من مناسبة إنشاء مركز عبور خاص باللاجئين أو المهاجرين غير الشرعيين نظرا للالتزامات التي تترتب عن هذا الإجراء على عاتق الجزائر في حال إقدامها عليه . معتبرا أن كل الجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية للحد من هذه الظاهرة لم يقابلها اهتمام مشترك من قبل الدول الإفريقية والأوروبية. فيما أشار الدكتور محمدي بدر الدين إلى أن الأوروبيين يؤمنون اليوم بالهجرة الانتقائية حيث تستقبل بلدانهم المثقفين وترفض استقبال غيرهم من الشباب الذين يفتقرون للعلم وللمستوى المهني العالي . وشدد المشاركون في الملتقى على خطورة هذه الظاهرة الاجتماعية التي تحولت إلى مشكلة سياسية وأمنية وعامل توتر في بعض الأحيان بين دول الهجرة والدول المستقبلة وبعد أن أصبحت الجزائر بحكم موقعها الجغرافي المتميز معبرا لآلاف المهاجرين غير الشرعيين من معظم البلدان الإفريقية نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط علما أن الجزائر تعاملت بشهادة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بإنسانية عالية وبشفقة كبيرة مع هؤلاء المهاجرين. ***انطباعات الدكتور عزوز بن تمسك من جامعة سوسةتونس * ميثاق عالمي لمحاربة الهجرة غير الشرعية قريبا* الموضوع يعتبر حديث الساعة وكل من الجزائروتونس لهما اهتمام مشترك للقضاء على الظاهرة و تطرقت في مداخلتي للآليات الدولية والوطنية لمكافحة الهجرة غير شرعية واهم ما توصلت إليه منظمة الاممالمتحدة ويتعلق الأمر بالميثاق العالمي لمقاومة الهجرة غير الشرعية وسيقع التوقيع عليه في شهر ديسمبر القادم بمدينة مراكش المغربية حيث كل الدول العضوة في الأممالمتحدة ستوقع على هذه الوثيقة ماعدا الولاياتالمتحدةالأمريكية التي رفضت على أساس أن الميثاق المذكور يتناقض وقانونها الداخلي . الدكتور عادل رزيق جامعة بسكرة * الهجرة ساهمت في ظهور الجرائم المنظمة* الظاهرة تمس جوانب قانونية و اجتماعية و سياسية و تعرف انتشارا كبيرا على المستويين الوطني والدولي وهي ظاهرة الهجرة غير الشرعية وما يؤرق الدول بدخول أجانب إلى أراضيها و هذا ما يطرح عدة إشكالات خاصة بظهور ما يسمى بالجرائم المنظمة حاولت خلال مداخلتي التطرق إلى جوانب وزوايا مخفية حول إشكالية الهجرة غير الشرعية والجهود المبذولة لمكافحتها بالإضافة إلى ضرورة إجراء تحليل مقارن وعلى كل المستويات للظاهرة بمختلف الدول الإفريقية لخصوصية كل منها، على اعتبار أنه لا يمكن الجزم بأن وضعية دولة إفريقية واحدة تمثل وضعية الهجرة في إفريقيا برمتها . الدكتور محمد علي جامعة أدرار *النصوص القانونية بالجزائر بحاجة إلى تدعيم* حاولنا من خلال المداخلة أن نرصد كيف عالج المشرع الجزائري الظاهرة ومدى نجاعة السياسة العقابية وقد خلصنا إلى أن الجزائر صادقت على أهم الاتفاقيات وان فيه نصوص قانونية سواء في القانون 08/11 أو قانون 09/1 المتعلق بقانون العقوبات ووقفنا عند إشكالات ومنها ما يتعلق بالشق القانوني وضرورة تدعيم النصوص في الجزائر سواء من حيث الآليات الوقائية والواجب تدعيمها فيما يخص دور المجتمع المدني أو الهيئات المتخصصة الموكل لها مراقبة الحدود والعمل على إنشاء صندوق دولي خاص للتكفل برعاية بالمهاجرين . الدكتورة سهام براهيمي المركز الجامعي بالنعامة * أول ملتقى لمخبر الجرائم العابرة للحدود * يعتبر هذا الملتقى الأول من نوعه منظم من طرف مخبر الجرائم العابرة للحدود وقد تم تأجيله أكثر من مرة قبل أن يتم اعتماده رسميا و قد عرف إقبالا واسعا لعدد مهم من الدكاترة والمختصين من خارج الوطن وداخله كلهم أدلوا بدلوهم حول الظاهرة أسبابها و الطرق الناجعة للحد منها كما عرف الملتقى مناقشة لمحاضرة مرئية من دولة مصر ألقاها الأستاذ نشأت ادوارد جرجس من مؤسسة الانتماء معاهد العبور حملت عنوان الأبعاد الاقتصادية للمهاجرين غير الشرعيين حقيقة الاستيعاب والاستبعاد وفي الختام أشكر كل المشاركين ومدير المخبر الأستاذ خلواتي صحراوي على ثراء المناقشة .