إشارة : توقفنا عند مبادرة سليم النقاش؛ بعد عودته القصيرة للمسرح رفقة أديب إسحاق؛ فقدما* هارون الرشيد *رفقة مجموعة هواة. بعدما عمل النقاش ترتيبات الدعاية للحدث في الجريدتين اللتين كان يديرهما – مصر/ التجارة – طالباً دعم الصحافة الأوروبية للإعلان عنه. رابط لبوادر المساعدات : أما:فرقة سليمان القرداحي قدمت يوم الخميس5 أغسطس1880م مسرحية ( تليماك) ربما كانت من إعداد السوري سعد الله البستاني- والتي نشرت في بيروت 1870 م بترجمة عربية، قد عرضت لأول مرة في بيروت. وقدمت لجمع أموال للفقراء لحساب الجمعية اليونانية الكاثوليكية الخيرية بالإسكندرية [6] وبنوع من التدقيق؛ لتاريخ لا يغفل حسب تدوينه؛فمساعدة الفقراء والمحتاجين؛ أغلبها كانت ترصد؛ لغير المصريين/ المسلمين،إلا لماما .هل البعد كما أشرنا؛ بأن الفاعلين في الميدان المسرحي؛ أصولهم غير مسلمة، أم بحكم سيطرة الأجانب على جل المناصب الحساسة في نظام(الخديوي)أم الموضوع يرتبط بمسؤولية والتزام أخلاقي وإنساني؟ فإذا نظرنا لفرقة (اسكندر فرح)1898 كانت الفرقة الأولى التي تحيي الحفلات الخاصة لأكبر الجمعيات بمصر؛ ففي1/04/1898 مثلت رواية( السيد ) في احتفال القبطية الخيرية؛ وبعد أيام قدمت نفس المسرحية للجمعية الخيرية للروم الأرثوذكس؛ بطولة المطربة(مريم مراد) وفي19/04/1898 اطرب عبده الحمولي جمهور الأوبرا في ليلة الجمعية الخيرية المارونية[7]. ومن الأساليب العجيبة في الفرقة تخصيص إيراد بعض الليالي لبعض الممثلين والمؤلفين، كتشجيع مادي لهم؛ ففي 7/12/1900 قدمت فيها (مغائر الجن)وخصص دخلها لكاتبها ميشيل مرشاق وفي ليلة 15/4/1902 قدمت مسرحية(صنع الجميل)وخصص دخلها لصالح الممثل محمود حجازي شقيق الشيخ سلامه حجازي[8] أما مسرحية(صلاح الدين الأيوبي) التي قدمتها العديد من فرق ذاك الوقت؛ ولقيت استحسانا و أصداء طيبة حسب (الجرائد) نجد جوق (بولس القرداحي ) في سبتمبر 1896 خُصص إيرادها لمساعدة المدارس الإيطالية الأهلية،. أما جوق شبان مصر الوطني برئاسة إبراهيم حجازى( نجل)الشيخ سلامة الحجازي فقد قدمها في مديرية رشيد في أكتوبر 1897وخُصص الإيراد لمساعدة ، منكوبي الحريق في رشيد [9] ومن الجمعيات التمثيلية التي قدمتها : جمعية [الابتهاج الأدبي] بالإسكندرية، في فبراير 1897 وخصصت إيرادها للجمعية الخيرية الأرمنية [10] ولا يفوتنا الإشارة عن(ع الله النديم) الذي أعتبره شخصيا؛ من خلال تاريخه؛ ظاهرة غريبة ومعقدة، في السياسة والصحافة والخطابة والشعر (؛ ولا نغفل الجانب الفني/المسرحي؛ بحيث :أسس النديم في إبريل 1879 م( جمعية ثقافية اجتماعية وطنية (بالإسكندرية ..أُسست الجمعية لمساعدة فقراء المدينة، وأقامت هذه الجمعية مدرسة لأبناء الفقراء واليتامى في يونيو 1879 م وأصبح نديم مديرها. قدم الطلبة في 5 فبراير 1880 م مسرحية بالفرنسية، وأصدرت جريدة النقاش ( المحروسة (نبأً عنها، وساعد نديم في تأسيس جمعية أدبية في المدرسة للطلبة، يمكنه من خلالها أن ينشر أفكاره ويعلم شباب مصر، أسست هذه الجمعية، جمعية الفنون والآداب في المدرسة.....من جانب الطلبة لمكافأة الطلبة الناجحين، ولمساعدة الفقراء منهم، ولاستخدام المسرح للمناظرات والمسرحيات والمناقشات، وللحفاظ على حقوق الطلبة المدرسية. كانت الجمعية مفتوحة لأي طالب من أي مدرسة، ومن أي بلد أوعقيدة ورئيسها(أحمد منيب (كانت هذه أول جمعية درامية للهواة بين العرب في مصر. أراد نديم أن يألف طلبته هذا الجنس الأدبي الجديد (الدراما) أخرج نديم وأدار المسرح لمسرحيات قام بالتمثيل فيها جنباً إلى جنب مع الطلبة، وكان أيضاً كاتب الجمعية الدرامي. أوردت (المحروسة )نبأً عن أحد عروض مسرحيات النديم ( الوطن وطالع التوفيق ) وهي تورية على اسم الخديوي توفيق. عرضت هذه المسرحية ذات الفصول الأربعة بالطلبة في فناء المدرسة يوم الاثنين 2 إبريل أمام حشد من الجمهور، بما في ذلك أمراء وأعيان، وكان راعي المدرسة هو ولي العهد عباس. كانت المسرحية ناجحة إلى درجة أن الكثيرين طلبوا إعادة عرضها؛ حيث إنها أظهرت فضيلة الخديوي ووزرائه….. أعيد عرض المسرحية في ذلك الصيف في 12 يوليو على مسرح زيزينيا أمام الخديويوحاشيته، وافتتح نديم العرض بقصيدة مهداة إلى الخديوي، وكذلك تلا أشعاراً تثني على الوزراء :رياض باشا، فخري باشا، البارودي، علي مبارك، فوزي باشا، ومحمود باشا فكري. بيعت تذاكر هذا العرض بمجرد صدورها، وحقق نجاحاً هائلاً، وبهر توفيق إلى- درجة أنه منح الجمعية مائة جنية، وزع جزء من المال جوائز للطلبة الناجحين والباقي للمحتاجين(....) قام الطلبة أعضاء الجمعية بعرض مسرحية أخرى كتبها هو تسمى * النعمان* أو * العرب * على مسرح زيزينيا – على الأرجح في 1880 م - أمام الخديوي والأمراء والأعيان والمدرسين. أوضح في مسرحيته مزايا العرب والأعمال الفذة التي أنجزوها[11] أشرت لكل هذا؛ تأكيدا لإنوجاد مسرح- مدرسي- قبل التنظير له في أوربا من الزاوية البيداغوجية؛ وثانيا، كيف تم توظيف المسرح في اتجاهين عند( النديم) البحث والاجتهاد وكذا المساعدات؛ لتوطيد وتوطين الجد والاجتهاد؛ لكن أمام سفلة القوم؛ وعديمي الضمير والأخلاقيات؛ فأي بادرة؛ فيها رائحة(عربية/صرفة) تقصى ويتكالب عليها المتآمرين( لماذا) سؤال عريض جدا؛ لأنه: وفي صيف 1881 عرض لمسرحية عبد الله النديم ( الوطن)... على إتباع طريق الفضيلة، وأن يتعاونوا على القيام بواجبات/ الوطن/ وعلى الرغم من وجود الخديوي ووزرائه(...) كان هناك لسوء الحظ، مشاهدون أقل من المتوقع.... بذل حسين فهمي وأحمد رفعت، حاكم الإسكندرية ونائب رئيس الجمعية وآخرون كل ما في وسعهم ليحولوا دون بيع التذاكر، إذ نشروا شائعات أن كل الأماكن قد حجزت، كذلك حرضوا بعض التلاميذ القائمين بأدوار على أن يتغيبوا عشية العرض، على أمل أن يتسببوا في فشل المسرحية، كان هؤلاء الأعضاء في الجمعية الخيرية الإسلامية متورطين في مؤامرة ضد النديم، فقد كانوا أكدوا أن أنشطته في المدرسة كانت مجرد خدعة، حتى يوسع دائرته، وثروته، كان رئيس مجلس الوزراء، رياض باشا، هو الذي حرض على هذا الأمر كله، نجحت المؤامرة، لأن النديم أعلن في صباح اليوم التالي 15 يوليوز استقالته من الجمعية والمدرسة. أشار إلى أن عبء الخسارة المالية الذي تسبب فيه فشل المسرحية لا بد أن تتحمله الجمعية، وهكذا انتهت أنشطة النديم المسرحية في هذه المشادة المريرة، وقدمت جريدته الساخرة * التنكيت والتبكيت * تقريراً عن الأمر كله بالتفصيل[12] لكن حماسة- ع الله النديم- و نضاليته ؛ جعَلته أن يأخذ مطبعته ويتبع جيش عرابي، يحض فرق العسكر المصرية على القتال ضد البريطانيين ، عندما حدث التمرد 1881؛ ولتذهب الخيرية الإسلامية ومدارسها؛ في دهاليز المؤامرات؛ وبالتالي نجد الصحف:أنها نشرت أخباراً عن حفلات رقص خيرية، وعن العروض المسرحية و الأوبرالية النادر الحدوث بدار الأوبرا، والمسرح الكوميدي، ومسرح الأزبكية، ومسرح زيزينيا، التي قدمتها جاليات أجنبية مختلفة، مثل: الجاليات الفرنسية، والإيطالية، والهنغارية، والمالطية، واليونانية، واليهودية، لجمع أموال لفقراء جالياتهم أو للمدارس والمستشفيات. ومن الواضح أن رؤساء التحرير كانوا يأملون أن يشجعوا قراءهم على حضور هذه الأحداث والإسهام فيها [13] .. يتبع الإحالات /// 1/ )أرزة لبنان( العالم الأريب والفاضل الأديب- المرحوم مارون النقاش)المطبعة العمومية بيروت 1869 ص 2تجميع نقولا النقاش 2/ )مجلة وادى النيل لعبد الله أبو السعود فى12/4/1869 3/ )تاريخ المسرح المصري في القرن 19 لفيليب سادجروف ترجمة أمين العيوطي س1996ص90/91 4/ )نفس المصدر ص 227 5/ )نفسه ص231 6/ )جريدة المرقاب المصري ع 185 في غشت 1880 7/ )جريدة مصر18/02/1898/ وجريدة – المقطم- في 22/03/1898 8/ )جريدة مصرفي 12/02/1902 وجريدة المؤيد في 10/07/1904 9 / )جريدة المقطم فى 12/03/1997 10 / )جريدة (الأخبار) بتاريخ 13/2/1897 11/ )تاريخ المسرح المصري في القرن 19 لفيليب سادجروف ص235 و236 12/ )نفسه ص243/244 13/ )نفسه ص141