يظل يوم 3 جويلية 2018 تاريخا راسخا في ذاكرة الوهرانيين الذين استقبلوا فيه راية ألعاب البحر الأبيض المتوسط تحسبا لاستضافة عاصمة الغرب الجزائري, للطبعة ال19 من هذا التظاهرة الرياضية الإقليمية. وارتدى في اليوم نفسه مقر اللجنة التحضيرية للألعاب حلة خاصة لاستضافة الراية المتوسطية التي أحضرها معه وزير الشباب والرياضة برفقة السلطات المحلية عائدين من مدينة تراغونا الاسبانية التي أسدل فيها خلال الليلة التي سبقت الستار عن النسخة السابقة للألعاب. وتم بالمناسبة أيضا تركيب لوحة إلكترونية عملاقة في المقر الرئيسي للجنة التحضيرية الواقع بنهج جيش التحرير الوطني (واجهة البحر سابقا) مجهزة بساعة توقيت تم تفعيلها بمجرد وصول الشعار معطية إشارة انطلاق العد التنازلي للتظاهرة الرياضية المرتقبة. ومنذ ذلك الحين دخلت وهران في صميم الموضوع حيث مرت إلى السرعة القصوى لإتمام المشاريع الخاصة بالمرافق الرياضية والسياحية الجديدة بالإضافة إلى إعادة تهيئة المرافق القائمة والتي تحتاج إلى أشغال ترميم مختلفة. وصرح وزير الشباب والرياضة محمد حطاب يومها : «في عام 2021 سوف تبلغ الألعاب المتوسطية 70 سنة من عمرها. نريد أن يكون الحدث خارقا للعادة. إن مدينة وهران بصدد تحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات يجعلها تضاهي أجمل المدن المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط». ومنذ ذلك الحين أيضا تحولت الأنظار إلى ورشات المركب الرياضي الأولمبي والقرية المتوسطية الواقعتين ببلدية بئر الجير (شرق وهران) وهما المنشأتان اللتان عرفتا إقلاعا حقيقيا بعدما تعطلت الأشغال بهما لسنوات طويلة وذلك لأسباب مختلفة. فبخصوص المركب الرياضي, ووحدته الرئيسية, أي ملعب 40 ألف مقعد, فإن تسليم مقرر في السداسي الأول للسنة المقبلة, بعدما وصلت به الأشغال إلى 80 بالمائة, حسب المدير الولائي للتجهيزات العمومية, مصطفى بانوح, مطمئنا في الوقت ذاته بأن الأشغال الكبرى قد تم الانتهاء منها في انتظار تغطية أرضية الميدان بالعشب الطبيعي. وتم في هذا الإطار تكليف مؤسسة مختلطة جزائرية-فرنسية بإنجاز هذه الأشغال في بداية ديسمبر الجاري, وهي نفس المؤسسة التي قامت بعملية تجديد العشب الطبيعي لملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة منذ بضع سنوات. كما أن بقية القرية الرياضية التي يحتوي عليها المركب الأولمبي, أي ملعب ألعاب القوى (4.200 مقعد) والقاعة متعددة الرياضات (7.000 مقعد) والمركز المائي بأحواضه الأربعة, سيتم استلامها في نهاية سنة 2019, حسب ما التزم به مسؤولو الشركة الصينية (أم سي سي), المكلفة بإنجاز المشروع. من جهة أخرى, فإن القرية المتوسطية, التي تصل طاقة استيعابها إلى قرابة 5.000 سرير سيتم الانتهاء من أشغالها في نهاية عام 2020, في الوقت الذي تم خلال سنة 2018 إطلاق عمليات كبيرة من أجل إعادة تأهيل وترميم ما لا يقل عن سبعة مرافق رياضية بالباهية. ويتعلق الأمر بكل من قصر الرياضات ‘'حمو بوتليليس'', ومركز الفروسية بالسانية ونادي التنس بحي السلام وملعب «أحمد زبانة» والمسبح الأولمبي بحي المدينة الجديدة والمعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب والرياضة بعين الترك. إجتياز الاختبار الأول للجنة الدولية بنجاح وتم تخصيص غلاف مالي بقيمة 48 مليار دج من طرف السلطات العمومية لإنجاز المركب الأولمبي والقرية المتوسطية, وكذا ترميم الهياكل الرياضية المذكورة, استنادا إلى تصريحات وزير الشباب والرياضة محمد حطاب خلال آخر زيارة له إلى المدينة في نوفمبر المنصرم. وصرح الوزير على هامش هذه الزيارة قائلا : «ما وقفت عليه بوهران عزز قناعتي بخصوص نجاح المدينة في استضافة الألعاب المتوسطية المقبلة التي نسعى لأن نجعل منها موعدا رياضيا تاريخيا..أنا سعيد جدا للتطور الحاصل على مستوى ورشات المركب الأولمبي والقرية المتوسطية بعدما تم تدارك التأخر المسجل سابقا على مستوى هذين الهيكلين الهامين في ظرف أشهر قليلة فقط». وتوقع الوزير بأن يكون ملعب 40.000 مقعد الأول الذي سيتم استلامه من بين الملاعب الأربعة الكبيرة الجاري تشييدها في الجزائر, معتبرا بأن الأشغال قد تقدمت به بنسبة كبيرة مقارنة مع ورشات ملاعب تيزي وزو وبراقي والدويرة بالجزائر العاصمة. واستغل السيد حطاب الفرصة للتنويه بالأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة, إلى إنجاز هكذا مشاريع رياضية وكذا التنظيم من الطراز الرفيع للألعاب المتوسطية المقبلة. وسبقت عبارات الثناء للمسؤول الأول عن الوصاية, عبارات من النوع نفسه لأعضاء اللجنة التقنية التابعة للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط خلال مهمتهم الأولى التي قادتهم إلى وهران في شهر سبتمبر المنصرم. واستغل أعضاء اللجنة المعنية الفرصة للثناء كثيرا على تحضيرات عاصمة الغرب الجزائري للموعد المتوسطي, ما يعني بأن الاختبار الأول في هذا المجال قد تم اجتيازه بنجاح من طرف المنظمين المحليين للألعاب التي ستستضيفها الجزائر للمرة الثانية في تاريخها بعدما احتضنت الجزائر العاصمة نسخة سنة 1975. وجاءت تصريحات رئيس اللجنة التقنية للجنة الدولية, الفرنسي أمسلام بيرنار, بعد تفقده لمختلف المنشآت الرياضية الجارية انجازها أو تلك المعنية بعمليات إعادة التهيئة, وبعد اجتماعه أيضا مع مسؤولي القطاعات المعنية بتنظيم الألعاب, لتزيد السلطات المحلية ثقة في النفس وتؤكد لها بأنها في الطريق الصحيح. وفي خضم التحضيرات التي ارتفع نسقها سنة 2018, تم تنصيب مدير عام للألعاب, حيث أسندت هذه المهمة الحساسة إلى محمد المورو, الذي يعتبر من الشخصيات المعروفة في الحركة الرياضية المحلية, والذي تعلق عليه آمال كبيرة من أجل إنجاح الطبعة ال19 ويجعل منها دورة غير مسبوقة, تماما مثلما تأمله اللجنة الدولية للتظاهرة وهي الآمال التي عبر عنها مبعوثوها إلى وهران.