يبدو أن الحديث عن مشاكل القطاع الفلاحي أصبح تقليدا سنويا عندنا شكاوى و مخاوف يرددها الفلاحون كل موسم موجة صقيع حينا و موجات جفاف أحيانا أخرى ترهن الأمن الغذائي و تُنبأ بقلة المحاصيل و تضخم بالأسواق ،حجج يقف خلفها الفلاح و التاجر و ما بينهما و مصالح الفلاحة و الري التي أدركت اليوم مشاكل القطاع و نقائصه بالتفاصيل لا تتدخل إلاّ عند بداية النهاية عندما يعلن الفلاح فشل الموسم و خسارة الغلّة و بوار الأرض و جفاف الضرع ، و السلاح الوحيد هو حملات التحسيس و التوعية لتبرير دور الغرف و مصالح الإرشاد في الوقت الذي تنتظر الحقول مدّ قنوات السقي و شبكات الكهرباء و حفر الآبار و تحضير خطة بديلة تعوض شح المغياثية ،في كل موسم نخشى على غذائنا من الجفاف لكننا نبقى ننتظر الزّخات التي ستروي الأرض و تنقذ الغلّة ،زراعة تتأرجح بين الاستبشار بالأمطار و خيبات أمل متجددة من نقص حصص مياه السقي و عجز في توفير تقنيات الري الحديثة لغلاء تكاليفها أو تأخر وصولها ، سنوات من الجفاف و تناقص في الموارد لم يتبعها تخطيط يُنهي المخاوف و الشكوك رغم أن الموارد ليست قليلة و مخزون المياه الجوفية و السطحية كاف لتحقيق الاكتفاء.