تصاعدت حدة المخاوف الشديدة في أوساط الفلاحين والمزارعين العاملين بكامل المناطق الجنوبية لولاية باتنة، من الجفاف المستمر منذ بداية الموسم الفلاحي الحالي، والذي بدت تأثيراته واضحة وكبيرة علي الدورة الزراعية وعلى بعض الاصناف من الزارعات التي لا تحتمل التأخر في سقيها، وتحتاج إلى اجراءات استعجالية وعمليات سقي سريعة. في هذا السياق أشارت مجموعة من الفلاحين ببلدية سفيان، الذين يمارسون فلاحة الاشجار المثمرة ولاسيما الزيتون، إلي أن الجفاف بات يهدد مزارع الزيتون التي تشته بها المناطق الجنوبية للولاية، وخصوصا دائرة سفيان المعروفة بغرس أجود الأنواع من هذه الشجرة، وإذا لم تتهاطل الامطار من هنا الي غاية بداية جانفي فيمكن اعتبار الدورة الزراعية الحالية لا غاية ولا فائدة منها، حسب العديد من الفلاحين الذين وجهوا نداءات استعجالية لمديرية الري وللولاية قصد السماح لهم بحفر آبار جديدة لاستخراج المياه المخصصة لسقي الحقول والأشجار. ويقول المزارعون في هذا الخصوص إن الطبقة المائية الجوفية تتناقص كل عام بأزيد من عشرة أمتار، وبعد أن كان الفلاح الذي يحفر بئرا عميقة يصل الي الماء في حدود الستين الى السبعين مترا، يحفر اليوم مائة متر ولا يعثر على الماء جراء الجفاف وانخفاض مستوى المياه الجوفية إلى ما دون المائة وخمسين مترا. وحسب المعلومات التي أفادت بها مجموعة منهم ”الفجر”، فإن دائرة سفيان لا تتوفر في الظرف الراهن إلا علي مائة وثلاثين بئرا يستغلها ألف فلاح، وهي لا تكفي بتاتا لسقي مزارع الزيتون لوحدها، ناهيك عن الاشجار المثمرة الأخرى ومختلف اصناف الخضر. وقد أدى الجفاف في أوقات سابقة إلى ضياع مائة وخمسين الف شجرة زيتون من أحسن أنواع الزيتون في الجزائر على الإطلاق.