بعد الانقلاب الذي أحدثه غارسيا لوركا في الحركة المسرحية الاسبانية سنة1932 بمسرحية « عرس الدم»، والتي كانت بمثابة إعلان عن ميلاد اتجاه جديد فيها . يأتي اسم آخر ليحدث انقلابا آخر في الحركة ، كان بمثابة إعلان عن ميلاد خليفة لوركا في الحركة المسرحية.، فبعد 17 سنة يقدم « باييخو» عمله المسرحي الأول، حكاية سلم التي رأى فيها النقاد بعد عرضها انقلابا آخر في الحركة المسرحية الاسبانية وميلادا لكاتب جديد، وإعلانا عن ظهور اتجاه جديد فيها. « بايرو باييخو « من مواليد 1916 بغوادا لاخارا ، توفي سنة 2000، وهو أحد مناضلي الحزب الشيوعي الإسباني، حاصل على جائزة « سرفانتيس « سنة 1986 ، تم اعتقاله سنة1939 وحكم عليه بالإعدام، لكن لحسن حظه وحسن حظ الحركة المسرحية الاسبانية تم تخفيف الحكم إلى 30 سنة، نقل خلالها بين مختل ف السجون في اسبانيا،تصنف أعماله ضمن خانة المسرح الرمزي والنقد الاجتماعي، و إلى جانب نصوصه الرمزية والانتقادية كتب « باييخو « الدراما التاريخية، ومن أهم أعماله في خانة النقد الاجتماعي « حكاية سلم» سنة 1949، و« المنور « في نفس السنة، وكلتاهما ذات طابع حزين تنددان بالأحوال الاجتماعية للعيش اليومي في المجتمع الاسباني و البعد الإنساني. أما أشهر أعماله في مجال الدراما التاريخية، فنجد «حلم من أجل أمة» ، «الوصيفات» ، «حفل القديس أوفيديو» ، وهذه الأخيرة «اسطورة في ثلاثة فصول»، و من نصوصه» كلمات في الرمال» سنة1949 ،«خياط الأحلام» سنة 1952، «الدليل المنتظر» سنة1952 ، «المنور» سنة 1947 ، «وصول الآلهة» سنة1971، « المؤسسة» سنة 1974» ، والانفجار» سنة 1977 . عندما خرج من السجن واصل نضاله في صفوف الحزب الشيوعي الاسباني ، وراح يكتب نصوصه بالاعتماد على ما عاشه في حياته وما عاشه داخل السجون ، وما عرفه عن المساجين و النضال العمالي.. والمواقف الإنسانية والنضال ، كذلك ضد الفرانكونيين والدعوة إلى إقامة جمهورية ديمقراطية ، ولقد صنف النقاد عرض نصه الأول على الركح «حكاية سلم» ، ثم « في الظلام الحارق « كميلاد اتجاه جديد في الحركة المسرحية بعد الذي أحدثته مسرحية لوركا « عرس الدم « سنة1932. في إطار المذهب الواقعي الاشتراكي، لأن جل أعماله ترتبط بالواقع المعيشي اليومي في اسبانيا. وفي محاضرة له عن الواقعية الجديدة في الحركة المسرحي الاسبانية يقول باييخو: « إن الواقعية الجديدة في المسرح آو لنقول ببساطة الواقعية فحسب ، عندما لا تقدم لنا أشخاصا يتكئون علي حسابات جارية في البنوك أو يعتمدون على الجاه والسلطة ولا تقوم جماعات ساذجة توزعت عليهم البراءة والغلة بقدر متساو، بل نرى فيهم فوارق الطبع والتربية والمستوى، ثم يزيد بعدها موضحا : «وعندما تستبدل بالصالونات التي تمتلئ باللهو والعبث صالات صغيرة ومكاتب متواضعة وممرات ضيقة، فإنها حينئذ تستمد حياتها من الواقع..»