يلقبونها بمدينة الجن و الملائكة ، سميت بهذا الاسم في الأدب من خلال أحمد أمين وطه حسين ، اللذان وفدا إليها للدراسة والثقافة، فكانت غريبة بالنسبة لهما ومبهرة وجذابة . . لُقبت بمدينة النور أيضا لأنها سنة 1828 كانت أول مدينة في أوروبا تضاء طرقاتها بمصابيح تعمل بالكيروسين ، وفور وصولك إلى باريس يتملكك إحساس غريب، ربما لأنك أول مرة تستنشق هواء باردا مفعما بالحيوية والنشاط كما قال فيكتور هيغو «تنفس باريس .. إنها تحافظ على الروح». ديسمبر من سنة 2016 قررت قضاء عطلتي الشتوية في باريس ، إنها العاشرة ليلا و الطائرة تعلو المدينة. يا له من منظر .. !،أضواء في كل مكان ، نهر يتغلغل يقسمها نصفين إنه نهر» السين « ، و برج شامخ منير بأضواء زادته جمالا ، إنه «برج إيفل»، كم هي جميلة النزهة في باريس تحت زخات المطر.. !، هواء نقي بارد و رائحة عطرة ، شوارع نظيفة و بنايات ذات هندسة معمارية قديمة ، و كأنها لوحات «لبيكاسو « . إذا أردت أن تشاهد باريس من الأعلى ما عليك إلا الصعود إلى تلة «مومارتر»، و ستجد هناك جمعا كبيرا من السياح يلتقطون الصور ، سياح من مختلف بلدان العالم جمعتهم مدينة واحدة .. إنها باريس ،و إذا شدك الحنين إلى الجزائر لا شيء أفضل من الذهاب إلى «بارباس» التي تقع في الدائرة 18 ، أين ستجد هناك سوقا شعبية ،ومنتوجات و مطاعم لجزائريين ،بعد استراحة قصيرة و غذاء شهي لا شيء أفضل من اقتناء الباص أو الميترو والتوجه إلى ساحة «الأوبرا»، وهناك ستنبهر بمحلات الموضة ، ستجد نفسك وسط أشهر المباني التجارية مثل «لافاييت» و «برانتون» ، وكل تلك الماركات العالمية المشهورة . في الصباح الباريسي البارد يكسو الثلج المدينة حلة بيضاء، للثلج لذته و عذوبته، يرتطم باردا بوجهك يستأنس بك ، وأنت تنزل من الباص في ساحة «النجمة»، ستجد نفسك أمام معلم مشهور إنه «قوس النصر» ،وأنت تقف عند هذا المعلم ستقابلك مباشرة أشهر جادة في العالم ، إنها «الشانزيليزيه» ، فلا شيء أجمل وأروع من المشي في الشانزليزيه والثلج يتساقط ، إحساس بالحب كيف لا ،وقد سميت «بمدينة الحب « ، حيث قال عنها الفنان «شارل ترينيه « قلب باريس هو زهرة. زهرة من الحب جميلة جدا حتى أن المرء يحتفظ به في قلبه ، و يحبه مدى الحياة.