مند أن نشأ المسرح في الجزائر سنة 1921 ، لم تتوقف الحركة المسرحية المنادية بالتجريبو التحديث في المسرح، مع محي الدين بشطارزي الذي ذهب إلى استعمال ظاهرة مسرح الشارع ، حيث كانت العروض المسرحية تقام في الساحات العامة أمام المتلقي. و يتفاعل معها الممثل ليصبح هو بحد ذاته عنصرا فعالا في اللعبة المسرحية المجسدة أمامه . أما عن رشيد قسنطيني في مسرحية « جحا « التي استنبطها من التراث والحكايات الشعبية المروية للمجتمع الجزائري، لم يستعمل الأسلوب الكلاسيكي الدرامي، بل ذهب إلى النمط الكوميدي الساخر، وكل هذه المسرحيات كانت ذات معنى رمزي تخاطب المستعمر بطريقة غير مباشرة ،فالتجربة المسرحية الجزائرية في سنوات الاستعمار كانت كلها تخاطب المستعمر بأسلوب فني متحضر. إن تجربة المسرح الجزائري بعد الاستقلال زاخرة ، حتى أنها استطاعت أن تصل إلى العالمية بفضل أسماء صنعت التغيير أتت بالجديد في الركح المسرحي الجزائري، فنزلت إلى الساحات والأسواق، واستلهمت من التراث الشعبي والخرافة طابعا جديدا أداه عبد القادر علولة على شكل الحلقة التي كانت مقتصرة في الأسواق الشعبية ، ما جعل للتجربة ميزة الاهتمام عند المتلقي الذي كان يتابع هذا النوع من المسرح، فعبد القادر علولة و كاكي استنبطا من المسرح الشعبي القوال والحلقة، ومن المسرح العالمي خاصة مع « برتولد بريشت» في شكل الملحمية استطاعا أن يضيفا للمسرح الجزائري عدة تجارب ويقيما توارث في الفن الرابع، إلا أن التجريب المسرحي الجزائري توقف بتوقف عجلة حياة هؤلاء العمالقة المسرحيين، ومن أتى بعدهم استلهم منهم القليل فقط لم يستطع الإضافة إلى ما أوجده علولة في المسرح فتجربته ستبقى مستمرة راسخة في المسرح الحر الجزائري .