40 رسما عن الطبيعة الصامتة، الموروث الثقافي والراهن الاجتماعي والسياسي عندما تتغلب الإرادة ويقهر الأمل الألم، لا شيء يعلو فوق الصبر والمثابرة والإيمان بقدرة الإنسان على تجاوز العقبات، الفنانة التشكيلية العصامية بن قادة سعاد، ابنة مدينة بني صاف، نموذج للمرأة الجزائرية القادرة على رفع التحدي، حيث وبالرغم من مرورها بأزمة صحية مزمنة لعدة سنوات، إلا أنها لم تستسلم وظلت تقاوم، حتى تمكنت من التغلب عليها. وبالمناسبة فقد أكدت لنا بن قادة سعاد، على هامش المعرض الفني الذي نظمته مساء أول أمس بالوكالة البلدية التابعة للمجلس الشعبي البلدي لوهران، الكائن مقرها ب11 شارع العربي بن مهيدي، بأن الرواق الذي عنونته ب«دوامة الأحاسيس»، هو سانحة فنية لإظهار اللوحات التي كانت ترسمها لتعبر عن مشاعرها ذات الراهن الاجتماعي والثقافي وحتى الصحي والسياسي، حيث كانت أول لوحة رسمتها عبارة عن مجموعة من الورود الفاتحة، محاطة بألوان داكنة، لتعبر عن نجاح العملية الجراحية التي أجرتها، معلنة بذلك انتصار الأمل على الألم والجرح والمعاناة، كما أضافت نفس المتحدثة التي قدمت 40 رسما تشكيليا في هذا المعرض الذي حضرته، السيدة لكباد فتيحة مندوبة الثقافة على مستوى البلدية، وطبيبة الفنانة العارضة غازي وفاء، وبعض المدعوين والمدعوات، الذين أبوا إلا حضور هذا الرواق، الذي أعجب كثيرا الحضور، حيث من بين اللوحات التي قدمتها، لجمهورها والتي استخدمت فيها تقنيتي الألوان الزيتية والإكريليك، تلك التي تتغنى بجمال الطبيعة الصامتة، التجريد، المناظر الطبيعية، الخط الثلاثي العربي، وحتى رسومات عن الموروث الثقافي الجزائري، دون أن ننسى مشكلة «الحرقة» والاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مختلف مدن الوطن، المطالبة بالإصلاح والتغيير، مضيفة أن ما يميزها عن باقي المبدعين، أنها قادرة على تقديم أعمال فنية في ظرف زمني قياسي، حيث وبحكم أنها مدرسة لغة فرنسية في الطور المتوسط، وربة بيت في نفس الوقت، فإن عامل الوقت مهم في هذا الشأن، ما يتطلب منها الاستغلال الجيد للوقت، حتى توفق بين أعمالها الفنية والمهنية والمنزلية، وختمت السيدة بن قادة سعاد، حديثها معنا أنها تريد جعل الفن كعلاج، لاسيما التجريدي منه، الذي يعبر عن الأحاسيس الداخلية للإنسان، والتي لا يستطيع الكثير منا إفصاحها وإظهارها للناس. تجدر الإشارة إلى أن الفنانة التي يستمر رواقها إلى غاية 18 مارس الجاري، قد سبق لها أن عرضت لوحاته الإبداعية في ولاية تلمسان، وقد نالت عدة تكريمات نظير جهودها في ترقية الفن التشكيلي وإثراء المشهد الثقافي بمثل هذه الأعمال الهادفة والمعبرة.