أبدى متتبعون لمسلسل «أولاد الحلال» من مواطني وهران امتعاضهم واستياءهم لما تحتويه بعض مشاهد الحلقات الخمس الأولى من إساءة -حسبهم- تجاه وهران حاضرا وماضيا حيث أكد لنا الكثير أن ما حزّ في نفوسهم وهم يتابعون حلقاته الخمس الأولى، أن المخرج هذا العمل السينمائي التونسي نصر الدين السهيلي، تجاهل تاريخها المشرق، باعتبارها قلعة شامخة ضد الاستعمار فأبناؤها أطاحوا وهزموا الإسبان الغزاة والفرنسيين المحتلين، ليصور شباب الباهية، على أنهم عصابة من السارقين والمنحرفين وتجار مخدرات بل وأنه اختار مشاهد مخزية لبعض الأماكن في حي الدرب العريق، الذي أنجب كبار الفنانين واللاعبين والمسرحيين والثوريين، ودسها كالسم في مسلسله « أولاد الحلال» على أن الدرب حي مكبّ للنفايات، يجمع كل أشكال القاذورات ومظاهر الانحلال الخلقي والفساد، مع أن الحقيقة غير ذلك، حيث أن صور القاذورات التي عرضها المخرج، هي لأماكن تم ترحيل العائلات منها، وباتت اليوم عبارة عن غير آهلة بالسكان، وسيتم مستقبلا إعادة استغلالها في مشاريع عمرانية أخرى، تعيد الوجه الحقيقي، لهذا الحي العريق، كما استاء الكثير من المشاهدين، من المغالطات الكبيرة التي وردت في المسلسل، والتي صوّر من خلال المرأة الوهرانية، على أنها منحرفة وتعيش حياة مقيدة داخل أسرتها، فضلا عن تعنيفها من قبل عائلتها وحتى بيعها لوجبات أكل الخفيف في الشارع، دون أن ننسى الأخطاء في السيناريو الإخراج، منها الخطأ الفادح للممثلة سهيلة معلم، لما قالت لوالدتها استأجرت سيارة أجرة، للذهاب إلى وسط المدينة، وهي تقطن في حي الدرب، الذي لا يبعد إلا ببعض المترات، وحتى الخطأ الذي وقع فيه الممثل عبد القادر جريو، عندما قال لشقيقه «خيي»، وهي المفردة التي يستعملها سكان سيدي بلعباس وليس وهران، دون أن ننسى كذلك أن المخرج استوحى مشاهد عمله السينمائي، من بيئة الدراما الشعبية المصرية، والتي تختلف كلية عن الحياة الشعبية في مختلف الأحياء القديمة والعريقة للجزائر، زيادة على جلبه أغلبية الممثلين من الجزائر العاصمة، ما أنهم لا يحسنون نطق اللهجة الوهرانية، ولا يعرفون جيدا أحياء الولاية وواقعها الحقيقي المعاش.. ما جعل الجميع يعبر عن استيائه من الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها المخرج التونسي نصر الدين السهيلي، بالرغم من جودة التصوير.