انقضى شهر رمضان و لم يقتن المواطن الجزائري و لا كيلوغراما واحدا من المنتجات من الأسواق البارسيية التي وعد بتوفيرها المسؤولون و لم يكن لتسقيف الأسعار أثرا بأسواق الرحمة و لا بالمحلات حيث أسال ارتفاع الأسعار الكثير من الحبر في رمضان دون أن تكون الحلول حاضرة و ملايير الدينارات صرفت على الأسواق الجوارية و الفضاءات التجارية إلا أنها بقيت هيكلا بلا روح خاوية على عروشها هجرها التجار لافتقارها لأدنى الشروط و المعايير و منها البعيدة عن التجمعات السكانية و من جهتهم التجار رفضوا طوعا ليس كرها النشاط بداخلها و نصبوا الطاولات و العربات خارج أسوار الأسواق المغطاة لاصطياد الزبائن في غياب المراقبة و المتابعة. و لم تتمكن السلطات من طي ملف القضاء على التجارة الفوضوية بشكل نهائي، وعادت العربات والشاحنات لتحتل الأرصفة والطرقات قبل وخلال شهر رمضان و بعده و شهدت أغلب المدن حالة كر وفر بين التجار الفوضويين ومصالح الأمن و البلديات و أعوان المراقبة و بقي الشباب البطال الذي يقتات من هذه التجارة يترقب و يراقب أي معلومة واردة عن «الطيحة « التي يمكن أن تؤدي إلى حجز سلعهم إذا لم يكن سريع الحركة و على أهبة الاستعداد للهروب و إنقاذ تلك السلعة المشكوك في صلاحيتها لتسويقها في مكان آخر . غابت «الأسواق الباريسية» التي وعدت بها السلطات لتكون الفضاء الذي يجمع التجار و المستهلكين في ظروف ملائمة و تحولت التجارة إلى فضاء مفتوح في الأحياء.