- من أرشيماد إلى مخطط 2018 مشاريع لحماية الموروث على الورق والهدم في الميدان بات تجسيد مشروع حماية و ترميم الحي العتيق سيدي الهواري الحلم الذي تقاذفه الولاة المتعاقبين على وهران منذ أواخر التسعينات وقت بدأت بوادر التدهور تظهر على المعمار القديم بداية من حصن سانتا كروز تقريبا و حسب متابعين سنة 1997 إلى 2019 بداية بعد الوالين الاسبقين علي بدريسي و مصطفى قوادري (1997-1999 ) إلى الوالي الحالي السيد مولود شريفي مرورا بعهد الولاة المتعاقبين من 2004 من الطاهر سكران وعبد القادر زوخ و عبد المالك بوضياف و عبد الغني زعلان، جميعهم باشروا مخططات ودراسات و أسسوا إشعارات و أمنيات عاش بها أبناء وهران بدأت بمشروع التوأمة مع بوردو الفرنسية و مشروع ارشيماد الراميين إلى ترميم المعمار الأثري و حماية الحي وانتهت بقرارات الترحيل و الهدم. وللوقوف على أطلال الذكريات و حال سيدي الهواري قامت «الجمهورية» بجولة في الحي العتيق لأقدم موقع في تاريخ وهران اختفت فيها ملامح الحياة و تراجعت الحركة من شارع ستالين غراد إلى شارع سيدي الهواري مرورا بساحة كليبار و مسجد مارابو إلى السوق و أزقة القصبة الضيقة دون أن ننسى التوقف عند مستشفى بودانس العسكري و الحمامات التركية إضافة إلى المعالم الأثرية المنهكة كقصر الباي و مسجد الباشا، و المعمار المهدد بالانهيار بشارعي فيليب و الحدائق. غضب واستياء السكان من تجاهل السلطات و خلال جولتنا التمسنا غضب السكان من أبناء الحي و الإستياء الكبير من تجاهل السلطات للوضع الذي أل إليه الموقع التاريخي بكل ما فيه، و تكلم بعض الشباب الذين التقيناهم بالشوارع العتيقة عن مشاريع على الورق و قرارات عليا لم تنفذ في حي مصنف منذ أكثر من أربع سنوات و لم يأخذ حقه من الحماية. و ذكر أحد الشباب الذي يعمل كحارس بأحد حظائر السيارات انه سمع كباقي السكان بقرارات اتخذت لحماية سيدي الهواري و ترميم البنايات القديمة التي رحل أصحابها و بقيت معلقة منها بناية مغلقة منذ 15 سنة بشارع خديم مصطفى كانت في حالة متوسطة قبل سنتين و زادت سوء إلى أن بدأت أجزائها تتساقط دون أن يحرك أحدا ساكنا. و قال أحد الشيوخ بالمنطقة و الذي رحل عن حيه و بقي يقصده يوميا لقضاء نهاره انه منذ سنوات طوال و هو يسمع عن ترميم و إعادة التهيئة و مشاريع للحفاظ على الطابع العمراني و الهندسي القديم الذي تميز به سيدي الهواري دون غيره من الأحياء إلا انه شاخ ولم يتحقق شيء من الوعود لحماية الحي دون ان يجسد أي مشروع إلى اليوم وقد صدر في شأن حماية سيدي الهواري جملة قرارات قبل تصنيفه سنة 2015 إلى غاية 2018 يتساءل عنها الوهرانيون و كلها كانت لفائدة رد الاعتبار إلى المعمار القديم و لأكثر من 60 معلما اثريا بسيدي الهواري. بدأ مشروع ارشيماد سنة 2008 و الذي اختير فيه الحي للاستفادة من اعادة تأهيل تراثه التاريخي في إطار شراكة بين الاتحاد الأوروبي و دول شمال و شرق البحر المتوسط، و كان يفترض إم يأتي المشروع بتكوينات في مجال الترميم الفني لفائدة شباب من جمعية صحة سيدي الهواري. مسجد الباشا يتلاشى و في تلك الأثناء أعلن ديوان الترقية و التسيير العقاري عن مشروع ترميم 30 بناية هشة بالحي ، و إلى اليوم لم ير السكان ثمار أول أهم مشروعين صنعا ضجة كبيرة دون ان يؤتى اكلهما. سنة 2010 تقرر ترميم مسجد الباشا انطلاقا من هبة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت الدراسة سنة 2016 و توقف كل شيء بعدها و هاهو المسجد الأثري اليوم يؤوي عائلات منكوبة برغم من حالته المهترئة. و قبل ذلك استفاد الحي من 500 مليار سنتيم سنة 2007 يفترض انها وجهت إلى الترميم و اعادة الاعتبار و إعطاء الموقع حقه من الاهتمام. و في سنة 2011 جاء قرار وزاري لترميم الحي بعد اختيار حي ملاح بقسنطينة كنموذج، و اجتمع في هذا الاطار كل المسؤولين لدراسة مشروع آخر لترميم سيدي الهواري و تحديدا المستشفى العسكري و حصن سانتاكروز و قصر الباي و أيضا بعض البنايات، و لكن.. الترحيل قضى على معالم الحي في 2016 بدأت عمليات ترحيل عدد كبير من السكان في إطار برنامج اعادة الإسكان و القضاء على السكن الهش و تم في تلك الفترة هدم عدد كبير من البنايات و غلق أخرى كانت وقتها قابلة للترميم إلا ان الوضع كان يتطلب تدخلا سريعا و استعجاليا لإنقاذ ما تبقى من المعمار القديم الذي تآكلت جدرانه و أسقفه و تساقطت معظم أجزائه اليوم..و بذلك كان الهدم الحل البديل رغم رفضه من قبل السكان سنة 2018 عرفت حركة أكبر و نشاط و قرارات كثيرة اتخذها والي وهران السيد مولود شريفي تجلت في مخطط شامل لحماية سيدي الهواري، بدأ بدراسة مخطط الحفاظ على ذاكرة الحي التي حددت ب15 شهرا آنذاك، إلى جانب اقتراح هدم البناء الفوضوي بالقضية و إنجاز مساحات خضراء ،بالمساحات الشاغرة.جاء هذا في جانفي 2018 حيث تم أيضا تخصيص 00 .15000.000دج من الميزانية الإضافية الولاية السنة الماضية من أجل إعداد الدراسة الخاصة بالأسفل بسيدي الهواري و تم في هذا الشأن إنشاء لجنة مكونة من أعضاء المجتمع المدني و مهندسين معماريين و خبراء مهمتها تجديد المقاييس الاستعجالية و نقاط الخطر للتدخل السريع. و كل هذه القرارات و تلك الضجة لم يجسد منها و لا جزء صغير من مشروع الحماية المؤجل في حي يحتضر و هذا ما يثير استياء و غضب أبناء الحي الذين خاصة و أنهم يتابعون المستجدات و يرون ان ما تنفذ فقط الهدم في حين بقي مشروع الحماية بعيدا عن أرض الواقع رغم الأموال المصروفة .لا زالت الإجراءات الترقيعية في الواجهة لتغطية تخاذل المسؤولين و هذا ما تحدث عنه السكان مشيرين إلى البنايات الهشة الشاغرة بوسط الحي ساحة كليبار التي تغطى بلافتات جميلة لتوهم الزوار لأن الوضع تحت السيطرة