دأب سكان غليزان على إحياء وعدة الولي الصالح «سيدي أمحمد بن عودة » بالبلدة التي تحمل نفس الاسم ، حوالي 18 كلم بالضاحية الجنوبية لغليزان و التي يتوافد عليها عشرات الآلاف من الزوار في أجواء احتفالية مميزة يعيشها سكان المنطقة و مناطق مجاورة من بينها تيارت و تيسمسيلت و مستغانم و وهران على مدار عدة أيام مع بداية كل فصل خريف و يسبق هذه التظاهرة التي تعد الأكبر على المستوى الوطني خياطة الخيمة من قبل أحفاد الولي الصالح سيدي امحمد بن عودة ليتم نقلها و نصبها قرب ضريحه ليتوافد عليها ضيوفهم من القبائل الأخرى قبل يومين من احياء وعدتهم السنوية ، وهي خيمة تتشكل من قطع القماش المنسوج من الوبر الخام اذ تمثل كل قطعة منها عرشا من عروش فليتة و البالغ عددهم 25 ، تتنافس فروع هذه الأعراش على نقل الخيمة بعد نصبها في مشهد عجيب و في جو احتفائي بهيج بالصياح و طلقات البارود و أصوات ضرب العصي و الزغاريد و الموسيقى الفولكلورية خلال أول يوم من إحياء هذه الوعدة في حضور مميز لفرسان ألعاب الفروسية (الفنطازيا) التي تجلب الكثير من الحضور إلى جانب فرق فلكلورية تمتع الجمهور الغفير على مدار أيام الإحتفال ، كما أن فروع القبيلة تحط رحالها قبل ثلاثة أيام من الموعد بمقام الولي الصالح « سيدي امحمد بن عودة « لضرب الخيم التي تتم وفقا لمخطط كل عرش من عروشها و تزين القبة التي تحتضن الضريح بينما تقوم النسوة بإعداد الطعام (الكسكسي) لإطعام الزوار القادمين من داخل و خارج الوطن، و لا يقام موعد هذا الموروث الثقافي الشعبي للمنطقة الا بعد عقد وعدات أعراش قبيلة فليتة ال 25 على غرار وعدات ( سيدي سعادة ) (سيدي لزرق) (سيدي يحي ) و( سيدي عابد ) و كذا طعم (الرحوية) بتيارت ، قبل أن يتنافس الأحفاد في هذه المناسبة التي تدوم يومين من خلال ركوب أحسن خيل من كل عرش من المنطقة التي تشتهر بأوليائها الصالحين و الذين يتجاوز عددهم المائة و منهم سيدي يحي ، سيدي بوعبدالله ، سيدي عبد القادر . سيدي أمحمد بن عودة هو مؤسس زاوية العلم و التدريس و مأوى الفقراء و عابري السبيل بالمنطقة ، ولد في القرن ال 16 ميلادي في سنة 972 هجرية بمنطقة وادي مينا و توفي في سنة 1034 هجرية ، و سمي (بن عودة ) نسبة إلى مربيته المتصوفة عودة و هي ابنة ( سيدي أمحمد بن علي المجاجي) .