يقول العقل : متى بدأتَ الكتابة للعاشقاتْ .. ؟ فيردُ القلب : حين بدأ الخيال يتعاطى العشق و السعاة يحملون أجمل البرقياتْ و بنات البادية يجمعن الزّهور و الرجال يجنون ثمار الأرض و أطفال المدرسة يتعلمون بعض اللغاتْ أول ما كتبتُ لحبيبتي قصيدةً فأفشتْ بسرها فرحًا بين العاشقاتْ و عشق الشعراء يُحسد عليهِ و غزل الشعراء تتسللُ القلوب إليهِ و بوح الشعراء يُسمع في كلّ الحهاتْ و قلبي المسكين يفعل بي ما يشاءُ كما يفعل البحر بالموجِ و كما تفعل الريح بزهور البنفسجِ و كما يفعل العشاق أمام المحطاتْ فلماذا يغضب مني عقلي إذا ما فشلتُ في الحبّ و ينكسر قلبي فجأةً أمام ظلي و أموت وحيدًا أشتهي إلى رغبةٍ لا تشبه الرغباتْ ..؟ يا أبي أَخْبِرْني عن عشقكَ لأمي أخْبِرْني عن ميلاد عشقكَ أخْبِرْني عن ليلٍ أرّقكَ أخْبِرْني عن أولى العاشقاتْ تقول أمي : ازرع حبّكَ في الآخرين صحوةً فالحبّ يستيقظ في القلوب فجأةً و يكبر في عيون العشاق بغتةً و ينمو كما ينمو النبات فوق سطح البناياتْ قلتُ يا أمي ! لم يَعُدْ في قلبي غير الحبِّ أَصَدِقُهُ على العشاق سرورًا ليعيد إليهم طعم المسراتْ يقول العقل : لك في العشق أغنيةً وحدها من تُعيد لماضيكَ أولى قصائدكَ المفعمة بعطرِ الجميلاتْ فتّش في معاطفكَ قد تجد ورقةً أو زهور البنفسج أو قلبًا لا ترسمه إلاّ أنامل العاشقاتْ ..