سأمضي.. إلى أين.. أين سأمضي.. أجر الطريق إليك.. إلي.. إلينا..؟! و أبحث فينا.. و أبحث عنا.. على كل شكل.. و وجه لمعنى..؟! ترى.. ما الطريق التي ستؤدي.. تطوق درب السماء إلينا..و تعرج فينا و منا إلينا.. و تذكر يوما بأنا انتصرنا.. و أنا انكسرنا.. و أنا ضحكنا.. و أنا بكينا.. سأمضي.. و أبحث عني طويلا.. أفاضت إلي المعاني بسري... و فضت بدمعي.. و فضت بقلبي.. و فضت بروحي.. و فضت بدربي.. فلا كأس تحوي.. حدود امتلائي.. و لا شمس تغمر كف سمائي.. و لا أرض تقوى على حمل وزري.. و لا حلم يرجع قداس طهري.. و لا درب يوصلني..لاهتدائي.. و لا شيء في حومة الروح.. لا ظل.. إلاك روحي.. و كل احتراقي.. و كل اشتياقي.. و كل عذابي.. و كل جروحي.. سأمضي.. إلى أين.. لا علم إلا...... خشوعي ببابك يغشى ضلوعي.. و يمتاح منك غمام دموعي.. يطهر قلبي.. يحرك أغصان كل هدوئي.. يهز بجذع حقيقة حبي.. سأمضي.. لعلي أخرج مني ظلاما.. لأملأ من كل فجر ضيائي.. لعلي.. لعلك.. مهما ابتعدنا.. و مهما اقتربنا.. نلون بالحلم.. كل سماء.. و أرض.. و نمضي.. كما كل شيء جميل.. بهاء يؤول إلى طيف ذكرى.. خيالا يهوّم في كل معنى .. هباء..و لا شيء غير الهباء... سوانا.. كما رعشة القلب حين المناجاة.. تهتز كل الغصون.. رياحا.. توزع كل العصافير..أجنحة للأغاني.. و قيثارة للأماني.. و يا لعذوبة صمت مندى برائحة الشوق و التوق.. هدهدة الضوء يعبر صمت الفراشات فينا.. و عطر المسافات منا إلينا.. و كم نحتويه.! و كم يحتوينا..! كشمس بليل.. ترى أيها اللحن.. ما سر هذا العذاب الجميل..؟ و هذا الخشوع العميق الطويل..؟ و أنت تبعثر فينا.. شذانا.. رذاذا.. ..و تنثرنا.. للبهاء نجوما.. و تنثرنا في الهباء.. سيولا..رجوما.. مواعيد ظل.. وضوء.. توزعنا.. و توزع فينا.. سنابل قمح الحقيقة.. تشرق بعد السنين العجاف.. و كم تحتوينا.. و كم تحتوينا..!