تسارع الحكومات إلى احتواء أزمة فيروس كورونا الجديد في الوقت الذي يواصل فيه الفيروس تسجيل انتشار واسع على مستوى العالم وصل إلى أكثر من 185 دولة، مسجلا أزيد من 270 ألف إصابة. واستخدمت عدة دول سلاح حظر التجوال في محاولة للسيطرة على تفشي الفيروس المعروف علميا باسم “كوفيد -19”. وأسفر وباء كورونا الجديد عن وفاة 11 ألف شخص على الأقل منذ ظهوره في ديسمبر الماضي. وجاءت إيطاليا في المركز الأول عالميا من حيث عدد الوفيات، ثم الصين وإسبانيا وألمانيا وإيران. في حين تعافى أكثر من 90 ألف شخص من الفيروس القاتل في دول العالم، قيدت إجراءات الحكومات في مختلف الدول التنقل لأكثر من نصف مليار نسمة. وبدأ الأردن، السبت، في تطبيق حظر تجوال على مستوى البلاد، في إطار مساعي احتواء فيروس كورونا. وأعلنت الحكومة الأردنية، الجمعة، إصدار قرار الدفاع رقم 2 لسنة 2020، والقاضي بحظر التجوال في كل أنحاء البلاد ابتداء من السبت وحتى إشعار آخر، وإغلاق جميع المحلات التجارية بمختلف أشكالها، على أن تُعلن الثلاثاء أوقات محددة للأردنيين لقضاء حوائجهم الضرورية وفقا لآلية محددة. ويأتي الإعلان بعد أيام قليلة من تطبيق 12 قرارا حكوميا للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، من بينها تعطيل جميع المؤسسات العامة والخاصة ومنع التنقل بين المحافظات، ومنع التنقل إلا للضرورة. كما أعلنت إيطاليا حظر التجول، بعدما أصبحت في مقدمة الدول في حصيلة الوفيات التي بلغت 4032 وفاة، بعدما توفي 627 شخصا خلال يوم واحد. وقال أسقف مدينة بيرغامو فرانشيسكو بيشي “لم نعد نعرف أين نضع الموتى، استخدمت بعض الكنائس لهذا الغرض”. والجيش الإيطالي ينتشر لفرض العزل في منطقة لومبارديا. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية، تم تطبيق إجراءات مشددة في عدة ولايات منها حظر التجول في مدينة نيويورك وولايتي نيوجيرسي وكاليفورنيا. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تم فرض العزل على 2600 جندي أميركي في أوروبا، كما تم إغلاق العديد من المدارس ووقف دفع أقساط القروض ضمن الإجراءات الاحترازية، موضحا أنه لا يفكر حاليا في فرض حجر كامل على البلاد. وأضاف أن بلاده اتفقت مع كندا والمكسيك على الحد من السفر عبر الحدود لوقف انتشار الفيروس في أميركا الشمالية. وفرضت ولاية كاليفورنيا على 40 مليون شخص البقاء في بيوتهم حتى إشعار آخر إلا للضرورة القصوى. وأعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي تعليق انتقال القوات إلى منطقة عملياتها في الشرق الأوسط، وأن أي قوات ستنتقل ينبغي إخضاعها للحجر الصحي لمدة أسبوعين قبل سفرها. وأكدت أن هذه التدابير لن تؤخر انسحاب القوات من أفغانستان بموجب الاتفاق الموقع مع حركة طالبان. وفي فرنسا، فرضت السلطات، مساء الجمعة، حظر التجوال في مدينة نيس جنوبي البلاد. وقرر كريستيان استروسي، عمدة مدينة نيس، إغلاق المتنزه الشاطئي بالمدينة التي تقع على البحر المتوسط، في إطار حالة الإغلاق العام في البلاد؛ بسبب انتشار الوباء. ونقلت قناة “إل سي آي” التلفزيونية عن استروسي قوله: “في الحقيقة هناك غياب لا يحتمل للوعي”. وقرر عدد كبير من المدن الفرنسية، تشديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الفيروس في البلاد، مع استمرار ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات. في السياق نفسه، أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتس حظر تجوال صارما على المستوى الوطني، وفقا لوكالة الأنباء النمساوية. وتم بدء دوريات للشرطة بالفعل لفرض هذا الإجراء بداية من اليوم. وسوف تتم مطالبة التجمعات الكبيرة، على سبيل المثال الموجودة في الملاعب بالعودة إلى المنازل، وفقا للإجراءات. كذلك، تفرض السلطات في سريلانكا حظر التجوال في جميع أنحاء البلاد، وأغلقت المساجد، في محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا. وفرضت الشرطة حظرا للتجوال في أنحاء سريلانكا من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، الجمعة، على أن يستمر حتى الساعة السادسة من صباح الإثنين المقبل، مع تحرك السلطات للحد من انتشار الفيروس الذي أصاب 65 شخصا بالبلاد. كما أصدرت السلطات قرارا بإغلاق المساجد اعتبارا من الجمعة ولأجل غير مسمى، في ظل قيام دول جنوب آسيا بتكثيف الجهود للحد من انتشار الفيروس المعروف أيضا ب”كوفيد-19″. وأعلنت موريتانيا فرض حظر التجوال بدءا من الثامنة ليلا وحتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي، بداية من الخميس الماضي. وأكد وزير الصحة الموريتاني الدكتور محمد نذيرو ولد حامد، تسجيل ثاني حالات الإصابة بالفيروس. وتعود الحالة الثانية المصابة بكورونا في موريتانيا لعاملة منزلية تحمل جنسية أجنبية وتعمل لدى أسرة أجنبية مقيمة في العاصمة نواكشوط. وفي العاصمة الفلبينية مانيلا، فرضت السلطات حظر تجوال بدءا من الأحد الماضي، ضمن جهود البلاد لوقف انتشار فيروس كورونا. وأمر الرئيس رودريجو دوتيرتي بإغلاق العاصمة وعزلها عن بقية البلاد التي سجلت 111 حالة بينها 8 وفيات. وتعين على السكان البقاء في منازلهم بين الساعة الثامنة مساء والخامسة فجرا باستثناء الاضطرار للخروج إلى العمل أو لشراء مواد أساسية أو طلب المساعدة الطبية. وقال جوزيه أرتورو جارسيا، المدير العام لهيئة التنمية في مانيلا: “نريد منكم البقاء في منازلكم. إن مخاطر العدوى تتزايد حين تتنقلون”. ودخل حظر التجوال في العاصمة العراقية بغداد حيز التنفيذ، مساء الثلاثاء الماضي ولمدة أسبوع، تنفيذا لقرارات خلية الأزمة الحكومية العراقية لاحتواء كورونا. وكانت خلية الأزمة الحكومية قررت فرض حظر للتجوال في العاصمة بغداد، ابتداء من الثلاثاء 17 مارس الجاري حتى 24 من الشهر ذاته. وفرضت العديد من المحافظات العراقية حظرا للتجوال لمواجهة الفيروس الذي أدى إلى إصابة العشرات. وفي تونس، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد حظر التجوال بدءا من الأربعاء الماضي من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي، في محاولة لمكافحة تفشي فيروس كورونا. وطالب سعيد قوات الأمن والجيش بتسيير دوريات في كامل أنحاء البلاد لضمان تطبيق الحظر بشكل صارم. ودعا التونسيين إلى عدم التنقل من مكان لآخر إلا في حالات الضرورة القصوى وتجنب التجمعات للحد من انتشار هذا الوباء. من جانبها، وصفت إسبانيا ما توجهه في أزمة كورونا ب”أصعب الأيام” فارضة حظرا للتجول ومستعينة بآلاف العاملين في مجال الصحة، إذ بلغ عدد الوفيات 1002 بعد تسجيل 235 وفاة خلال ال24 ساعة الماضية. وفرضت الحكومة الإسبانية حظر التجوال لمدة 15 يوما، ضمن إجراءات احتواء فيروس كورونا. واستثنت من الحظر حالات شراء المواد الغذائية والأساسية والدواء، ومساعدة المسنين وأصحاب الاحتياجات الخاصة، والتوجه إلى المراكز الصحية والمستشفيات، وأماكن العمل. بدورها، أعلنت التشيك فرض قيود على الحركة فى أنحاء البلاد حتى 24 مارس الجاري، منعا لتفشي فيروس كورونا على نطاق واسع. وقال رئيس الحكومة أندريه بابيش، إن على الجميع عدم مغادرة منازلهم إلا للعمل أو الطوارئ، وقد تفرض عقوبات تصل إلى 3 ملايين كرونة تشيكية على الانتهاكات ومخالفة القانون. وفي أمريكيا اللاتينية، كانت بورتريكو أعلنت فرض حظر تجول فى التاسعة مساء حتى الخامسة فجرا، مع إغلاق كل المحال التجارية ودور السينما والصالات الرياضية والحانات.