«الأرقام الحالية لا تستدعي وضع العاصمة في حجر صحي كلي» @ 50 مليون كمامة قريبا بالجزائر لم يستبعد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، اللجوء لفرض حجر صحي كلي على العاصمة « في حال تفشي جائحة كورونا»، مؤكدا، ان «العاصمة تضم أربعة مليون ونصف من السكان، الذين يعيشون بشكل متقارب جدا، غير أن الوضع والأرقام الموجودة في الوقت الحالي لا تستدعي فرض الحجر الصحي التام عليها». وصف، وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والمتعلقة بإصلاح عميق للمنظومة الصحية في الجزائر ب «الأساسية والملحة»، مؤكدا، خلال استضافته على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، أمس، أن «الحكومة الجديدة ملتزمة بدرء أكثر الأمور إلحاحا من خلال تحرير الوسائل التي تعتبر ذات أولوية، ولاسيما تلك التي تكرس لراحة المرضى في المستشفيات ، من أجل استقبال أفضل بمصالح الأمومة، وإعادة تنظيم شامل لخدمات الاستعجالات ، بالإضافة إلى تحسين ظروف العلاج لمرضى السرطان وإنشاء مراكز علاج جديدة لصالح هؤلاء المرضى». معترفا، بسلسلة الاخفاقات التي عاشها القطاع منذ عديد السنوات والتي لوحظت في جميع مؤسسات الرعاية الصحية التي تعرضت لانتقادات شديدة من المواطنين والعاملين الصحيين ككل. وبخصوص قرارات الرئيس فيما يتعلق بالخدمة المدنية للأطباء، كشف بن بوزيد أن « رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يعرف جيدًا ملف الخدمة المدنية وهو ما جعله يقرر إعادة النظر فيه»، مضيفا، «الخدمة المدنية أقرت خلال وضعية استثنائية ولكنها استمرت لأكثر من 30 سنة»، مشيرًا إلى أن «الإجراءات التحفيزية تجعل الأطباء يتجهون للعمل في الولايات الداخلية بمحض إرادتهم». وبخصوص أجور الأطباء، أكد المتحدث أن «مضاعفة الأجر بالنسبة لمن يختارون العمل في الجنوب أمر منطقي»، مشددًا أن «معدل الدخول لكلية الطب لأبناء الجنوب سيحدد ب 14/20»، مقترحا، إنشاء مصالح استشفائية جهوية عوض وضع مستشفيات كبرى ببعض المناطق فقط. وفيما يتعلق بالإنشاء المقترح للوكالة الوطنية للأمن الصحي، المكلفة بشكل خاص بتنظيم أداء جميع هياكل الرعاية الصحية في البلد، اعتبر الوزير أنها هيئة مراقبة مكلفة أساسا بالتحقق من صحة جميع القرارات المتخذة لصالح النظام الصحي. وأضاف أنها ستكون بمثابة «حارس» مسؤول على التنبيه عن جميع القرارات المتخذة لصالح المنظومة الصحية ككل والمصادقة عليها. وفي سياق تقييمه للوضع الصحي، و توقعاته بالنسبة لتطورات وباء كورونا، أكّد، المسؤول الأول على القطاع، أن «الجزائر ورغم أنها كانت قد وجدت نفسها في وضع من لا سلاح له بفعل وسائل مقاومتها الضعيفة في بداية الامر، إلا أن ما تم تسخيره بصفة استعجاليه سمح بالسيطرة على الوضع الصعب الذي عرفناه في أيامه الأولى». بالنسبة للبروفيسور بن بوزيد ، فإن أفضل مؤشر يجب تسليط الضوء عليه هو ذاك المتعلق بالمعدل المنخفض نسبيا للوفيات الملاحظ من أصل المرضى المصابين بالفيروس ، مؤكدا على أن « الذين خضعوا للعلاج بالكلوروكين قد تعافوا بشكل جيد»، مضيفا، أن «الوضع حاليا تحسّن مقارنة بما شهدناه في بداية انتشار الوباء»، وتابع يقول: «لا يوجد بلد يقوم بالتحاليل لجميع السكان والأمر لا فائدة منه»، ولم يخفِ تخوّفه من مخالفة الحجر الصحي إن استمر في شهر رمضان من خلال التجمعات الليلية. كما كشف عبد الرحمن بن بوزيد، أن رياضي من المستوى العالي تبرع بأزيد من 50 مليون كمامة، موضحًا أن «الوزارة قد تلجأ لتوزيع الكمامات مجانًا على المواطنين إذا اقتضت الضرورة».