اعترفت الجرائد الفرنسية مؤخرا أن مستشفيات باريس استطاعت مواجهة فيروس كوفيد 19 بفضل أطباء المغرب العربي وخاصة منهم الجزائريين الذين يعملون بمصلحة الإنعاش، والذين أبانوا عن كفاءات عالية في مجال اختصاصهم، حيث تمكنوا من قهر هذا الوباء رغم الإعداد الهائلة من الحالات المصابة بالفيروس التي كانت تتوافد على المستشفيات، إلا أنهم رفعوا التحدي ، واشرفوا على عملية التمريض بكل شجاعة وانسانية ، أهلتهم ليتبوؤوا مراتب مشرفة واعترافات تقديرية من مدراء القطاع الصحي، حيث يقدر عدد الأطباء العاملين بباريس أكثر من 4 ألاف طبيب، ولكم أن تتصوروا حجم الخدمات التي يقدمونها في مثل هذه الظروف للأجانب، لذلك وبعد مرور قرابة 4 أشهر على تفشي الوباء على هذا البلد، هاهم عمالقتها يقرون بصنيع الأطباء العرب وفضلهم عليهم... ولكن بالمقابل نعود ونقول لأبناء وطننا الأطباء المغتربين، تمنينا لو بقيت هذه الكفاءات ببلدها ،وقدمت هذا الجميل لأبنائها، فهم أحق الناس به، لان التضحيات في الشدائد تعكس قيمة البذرة الطيبة لأي امرئ، مهما اختلفت الحسابات ،يبقى الوطن فوق الجميع، خاصة ونحن نعيش هذه الأزمة الصحية التي ضربت كل شعوب العالم، وفي هذا المقام نحيي الجيش الأبيض الوطني الذي قدم ولا يزال يقدم الكثير لمرضانا ،من علاج ومؤانسة ومرافقة طيلة فترة الوباء، حتى وصل بهم الحد إلى مغادرة منازلهم والبقاء بالمستشفيات ونحن في الشهر الفضيل، فقط من اجل تقديم الواجب المهني النبيل بأسمى معانيه وعلى أحسن وجه، تصدروا الصفوف الأولى لمواجهة الوباء المستجد بكل شجاعة وإيمان بأداء مهامهم، لدرجة الموت، ولا يسعنا في هذه اللحظات إلا أن نقدم التعازي الخالصة ،وجميل الصبر والسلوان لأهالي عائلات ضحايا كورونا ،شهداء الواجب ، وما وفاة الطبيبة وفاء الحامل في شهرها الثامن وهي تؤدي مهامها، إلا برهان قاطع على تفاني السلك الطبي وتضحياته من اجل بلده.