تضمّنت كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للأمّة عشيّة الاحتفال بعيد الفطر المبارك تطمينات الدولة للشعب في ما تعلّق بوقوفها المستميت حفاظا على أرواح المواطنين و الدفع بكل الوسائل و التدابير التي من شأنها حفظ صحتهم ، داعيا إيّاهم إلى لعب دورهم أيضا ، من خلال الالتزام بكل التدابير المتخذة من أجل القضاء على جائحة كورونا و العودة التدريجية إلى الحياة اليومية العادية في جميع المجالات ، سواء تعلّق الأمر بالجانب الاجتماعي أو الاقتصادي . من جهة أخرى التزم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمسؤولية الدولة تجاه كل ما يتعلّق بتسخير الخزينة لصالح المواطن في حربه على هذه العدوى إلى حين القضاء عليها نهائيا . كما لم يفوّت الرئيس في كلمته للأمّة الفرصة من أجل أن يحيّي صبر المواطنين الملتزمين بضرورة الحجر الصحي في منازلهم مع ما يمكن أن يسببه ذلك من تبعات نفسية وافتقاد الحركة المعتاد عليها في باقي الأيام ، و دعا الجميع و بصفة خاصة شباب الجزائر إلى مزيد من التفهم و مواصلة التقيّد بكل التدابير و الصبر و التفاعل الإيجابي مع الاجراءات الاحترازية الإستثنائية الخاصة يومي العيد ، من أجل التغلب على الوباء و القضاء عليه نهائيا لعودة سالمة و سليمة إلى النشاط العادي و مزاولة الأعمال و الأشغال ، خاصة أن كثيرا من العائلات و الأولياء المتوقفين عن النشاط يعانون، مضيفا أن ما اتخذته الدولة كان ضروريا لقطع ما بقي من مسافة و التعجيل بدحر المحنة ، و هو ما يستلزم تكييف و تكثيف كل الإجراءات التي من شأنها تقديم الإضافة في حرب الجزائر على الوباء القاتل و بالتالي حماية الصحة العمومية ، و رغم أن البلاد لم تصل بعد إلى المبتغى المرسوم فإنّ التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامات و الأقنعة الواقية ، السبيل الأنجع للوقاية و تفادي تسجيل حالات جديدة . و لم يفوّت الرئيس الفرصة لتأكيد تفهمه وطأة و ثقل الحجر الصحي و ما يترتب عنه من نتائج نفسية و عليه دعا إلى ضرورة اليقظة الدائمة و الاحترام الصارم لشروط التباعد الإجتماعي و الحجر الصحي في المنازل و الارتداء الملزم للقناع الواقي من طرف الجميع ، تفاديا لتسجيل إصابات و تنقل العدوى التي لا تزال تشكل خطرا على المواطنين. و حذّر الرئيس في كلمته للأمة من مغبّة التهاون الذي قد يعرقل الوصول إلى الأهداف التي وضعتها الدولة من أجل الخروج السريع من دائرة الخطر و القضاء على المرض القاتل و بالتالي تجنب السقوط في أرقام جديدة للمصابين بكوفيد 19 ، فمجهودات الدولة دون تفهم الشعب و وعيه بالخطر قد تظل غير كافية ، فالشعب يثبت في كل مرة تفهمه للظروف و يعمل بمعية دولته لتجاوز المحن و اليوم يجد نفسه مرة أخرى أمام اختبار جديد و لا بد من التفهم و التضحية .