إقبال محتشم عرفه سوق المواشي للكرمة، في أول يوم بعد عودته للنشاط أمس الاثنين، نتيجة تعذر قدوم الموالين من خارج ولاية وهران، بسبب توقيت الحجر الصحي، الذي يمنعهم من الخروج قبل السابعة صباحا، وهي أول نقطة أثارها هؤلاء، مؤكدين بأن انعقاد سوق حقيقي للماشية، يتطلب قدوم الموالين، باعتبارهم المحرك الرئيسي له، فلا يمكن للمربين عرض ماشيتهم، دون وجود المشتري، وهو في أغلب الحالات الموال الذي برر غيابه، بساعات الحجر وعدم حصوله على ترخيص، ما جعل هؤلاء يطرحون التساؤل من فائدة فتح السوق، ما دام التجار لا يمكنهم المجيء لأن السوق يبدأ حوالي الساعة الرابعة صباحا إلى غاية التاسعة. فيما أن الحركية الحقيقية لعمليات الشراء تتم بداية من الرابعة فجرا، وهو ما يستحيل في الوقت الحالي، بسبب توقيت الحجر كما أن حركية السوق الحقيقية، يصنعها الموالون القادمون من مختلف الولايات، بما فيها الجنوبية وهو ما يعتبر اليوم غير ممكن، وبالتالي فقد عرف السوق في أول يوم له، حالة ركود تام اشتكى فيه المربون والموالون غياب عمليات البيع و لا الشراء ما جعل مستوى الأسعار غير معروف رغم رغبة الموالين في تعويض الخسارة التي تحملوها نتيجة توقفهم عن العمل بسبب الحجر و غلق السوق طيلة الثلاثة أشهر الماضية هذا و قد اتخذ المسير الخاص لسوق الماشية التابع لملكية مؤسسة تسيير سوق الجملة الكرمة مجموعة من الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا منها ما طبق احترازيا قبل فتح السوق و أخرى أثناء نشاطه الذي كان محتشما خلال اليوم الأول كما سبق الذكر نشاط لم يتجاوز الساعة إذ لم يمتد نشاط سوق المواشي يوم أمس الإثنين أكثر من ساعة واحدة حسبما وقفنا عليه من خلال استطلاع قمنا به بسبب اضطرار الموالين للقدوم بعد السابعة، بسبب توقيت الحجر الصحي واقتصار الوافدين منهم على المقيمين بولاية وهران فقط، لتعذر قدوم مهنيين لهذا النشاط من ولايات أخرى، وهو ما يجعل من انعقاد السوق وكثرة الحركية ورواج عمليات البيع والشراء مستحيلا لعدم وجود لا إقبال ولا عرض ولا طلب وهو حال السوق خلال اليوم الأول من عودة نشاطه أمس الإثنين على أمل زيادة الحركية السبت المقبل حسب تصريحات المربين و الموالين ممن أكدوا بأن توقيت الحجر هو العائق الوحيد بعد الترخيص بنشاط السوق فرغم كون المربين يملكون تراخيص للتنقل غير أن الموالين و المواطنين ممن قد يقبلون على السوق للشراء لا يمكن التحاقهم به قبل السابعة صباحا كما صرح لنا عدد من الموالين ممن وجدناهم بالسوق بأنهم تضرروا كثيرا من توقف نشاطهم طيلة الثلاثة أشهر الماضية ومعاناتهم ستبقى متواصلة في حال عدم الترخيص لهم بالتنقل أو رفع الحجر وتمكنهم من ممارسة نشاط البيع و الشراء بسوق الماشية وهو ما يعتبر مدخل رزقهم الوحيد لاسيما و أن عدم وجود حركية أمس بالسوق لم تسمح لهم بتحديد مستوى الأسعار لعدم وجود طلب رغم وفرة الماشية كون المتسوقون أعرضوا عن البيع و الشراء في انتظار معرفة وضع السوق الحقيقي خلال الأيام المقبلة، حيث عرفت الأسعار تباينا بين 22 ألف و42 ألف دج، وحتى 50 ألف دج، وقد لاحظنا أن سبب انخفاض الأسعار راجع لأن الطلب قليل، كما رفض المربون والموالون البيع بهذه الأثمان لأن مستوى الأسعار المعروضة في مزرعته والمستثمرات. فيما صرحوا لنا بأن الوضع الحالي لا يسمح لهم بتحقيق مداخيل يعوضون بها الخسارة التي تحملوها طيلة فترة الحجر على أمل تحرك السوق و بالتالي التعرف أيضا على مستوى أسعار الأضحية قبل عيد الاضحى المبارك الذي تفصلنا عنه بضعة أسابيع فقط تعقيم وتوزيع للكمامات أما بخصوص الوقاية من فيروس كورونا فقد لاحظنا استجابة جيدة لمختلف الإجراءات الوقائية من الموالين و المربين لاسيما و أن مسير السوق قام بتوزيع الكمامات عليهم عند مدخل هذا الفضاء التجاري إضافة لقيام الاعوان بتعقيم كل من يدخل السوق من خلال تعميم استعمال السائل المعقم و تجولهم بالسوق لتحسيس الوافدين عليه بضرورة احترام مسافة الأمان و هو ما صرح به لنا الموالون أنفسهم وأكدوا بأنهم يلتزمون بهذه التوصيات لأنهم واعون بكون مثل هذه الإجراءات تحميهم من الوباء و إن كان من الصعب جدا حسبما لاحظناه بالسوق الحفاظ الكلي على سلامة الشخص من مسببات الوباء لأن وجود عدد كبير من الاشخاص و تبادل الاموال و تقاربهم قد يكون سببا من أسباب الإصابة البياطرة يشرفون على تدابير الوقاية إذ أكدت لنا مصادر من مديرية الفلاحة بأن مصلحة البيطرة تابعت التطبيق الجيد للإجراءات الوقائية بالسوق قبل فتحه إذ خضع للتعقيم و التطهير كاملا و قدمت توصيات للمسير حرص على تطبيقها الجيد لحد الأن حسب معاينة المصلحة تخص استعمال الكمامات وتعقيم اليدين وغيرها من الإجراءات الواجب احترامها تفاديا لتسجيل إصابات مرتبطة بنشاط السوق كما أكدت لنا ذات المصادر بأنه ومع تسجيل حركية أكبر للسوق خلال الايام المقبلة ستجري مصلحة البيطرة عمليات مراقبة دورية للماشية مع العلم أن نشاط البياطرة التابعون لها يواصلون عملهم الرقابي بالمزارع بشكل عادي غير أن متابعة ذلك على مستوى السوق مع اقتراب عيد الاضحى يعتبر ضروريا في انتظار وضع برنامج عمل خاص بهذه المناسبة مع إتخاذ قرار تحديد نقاط البيع خلال الاسابيع المقبلة