سيقدم الفنان الحكاواتي ماحي مسلم صديق مجموعة من حكاياته التراثية عبر قناة يوتيوب للمسرح الوطني الجزائري من 21 جوان إلى غاية 4 جويلية المقبل، بعدما نجح في تقديم حصته الأسبوعية « حكاية من عندي و حكاية من عندكم» عبر أثير إذاعة عين تموشنت. الحكاواتي ماحي من مواليد 1960 بسيدي بلعباس، يعرف بالراوي المتجول بغض النظر عمّا في جعبته من قصص جميلة، بلباسه التقليدي، الملون بالأبيض والأصفر الذي يعكس أصالة الغرب الجزائري، وشعره الطويل الذي يميل إلى البياض، وحقيبته التقليدية ودفّه (البندير) الذي يرافقه أينما حل وارتحل. ويعرف ماحي بنشاطه الفعال في مجال الحكاية الشعبية، نشيط عدة ورشات للحكايات الشعبية في العديد من المهرجانات في الجزائر و عبر العالم، صدر له أول كتاب جمع فيه قصص من التراث الجزائري تحت عنوان « مولى مولى و حكايات أخرى» عن دار القدس العربي بوهران سنة 2019 ، لمعرفة جديده كان لنا معه هذا الحوار : - ماذا يضم برنامجك الحكاواتي عبر قناة اليوتوب للمسرح الوطني لتقديم ؟ سأقدم 7 حكايات من التراث الجزائري بشكل يومي ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا وإلى غاية الثالثة زوالا على غرار «حديدوان والغولة» و«هبرة بنت السبع» « الملح «، « الغولة بنت الغول « ،« طير ألي منقاره أخضر «، وكذا «رميضة وعلي» في جزئيين، وستكون العروض مصحوبة بمسابقة في الرسم وأخرى تضم أسئلة وأجوبة لفائدة الأطفال والشباب. - كيف جاءت فكرة تقديم حصتك الإذاعية « حكاية من عندي و حكاية من عندكم « ؟ عندما بدأ الحجر المنزلي و الصحي بالجزائر من جائحة كورونا ، أردت أن أكسر الروتين و هاجس الخوف عند المستمع ، فاقترحت فكرة حصة « حكاية من عندي و حكاية من عندكم « على إدارة إذاعة عين تموشنت، و بلفعل قبلتها وطلبت مني تنشيط هذا الركن كل يوم سبت صباحا عبر أمواجها، و الحمد الله لقيت الحصة إعجابا و تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور المستمع الذي وجد لذة في الإنصات للنص و الإلقاء الذي لا يخلو من الدقة و الشجون ، و غير دليل نجاح الحصة هو اتصال هيئة المسرح الوطني الذين طلبوا مني تقديم مجموعة من الحكايات الثرية عبر قناة اليوتوب الخاصة بصفحتها الرسمية . - حدثنا عن كتابك الجديد «مولى مولى و حكايات أخرى» الصادر عن دار القدس بوهران ؟ يتضمن الكتاب 3 حكايات موضوعاتها من ابتكاري و مما حفظته من الموروث، و هم « مولى مولى « و هو طائر يعيش بجبال الأهقار بطاسيلي و استلهمتها من مجتمع التوارق في أقصى الجنوب، وكتبتها بنفسي لأنني لم أجد من يحكيها لي و طعمت الحكاية بحضور الملكة تينهنان، التي كان لها فضل في تأسيس الجماعة التارقية، و هي ذات طابع أسطوري، تحيل على طبيعة الموروث الشعبي التارقي الأسطوري، و بعد كتابتها رويتها لأبناء المنطقة ، و الحكاية الثانية بعنوان « الطوير لي منقارو خضر «، ز هو طائر يعيش منذ القديم في مناطق جبال الأطلس، له حكاية خرافية في حين الحكاية الثالثة « النورس « هي وقفة تكريم « للحراقة « الذين هاجروا البلاد نحو الضفة الأخرى لكنهم ماتوا في البحر و أصبحوا على هيئة «نورس «، ليعودوا من جديد للبحث عن أخبار الأهل عند الصيادين. وكتب الكتاب باللغتين العربية و الفرنسية، و ترجم إلى الاسبانية من قبل مجلة متخصصة في الحكاية ببرشلونة. شاركت بالإصدار الجديد في عدة معارض للكتاب بعدة دول عربية و أجنبية منها فرنسا ، تونس ، المغرب ، انجلترا ،كندا ، الولاياتالمتحدة. - هل حول نصا من حكاياتك المكتوبة إلى أعمال فنية ؟ يوجد نصوص كثيرة كتبتها و تم وضعها في قالب مسرحي على غرار نص « غميضة» و هو العمل الذي أنتجه المسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس سنة 2010 و أخرجه للمسرح قادري محمد «السمكة الذهبية «هو أيضا نص تم تحويله إلى عمل لعرائس (الڤراڤوز) و قد نال هذا العمل أحسن نص في مهرجان عرائس (الڤراڤوز) بعين تموشنت، في انتظار من يأخذ من أعمالي الجديدة و ترى النور فوق الخشبة . - أهم المهرجانات الدولية التي عرضت فيها روائعك التراثية ؟ شاركت في عدة مهرجانات دولية أخرها نهاية العام الماضي في انجلترا، و بلجيكا إلى جانب مشاركاتي العديدة في تونس، المغرب، فرنسا، الإمارات العربية، لبنان ، الكونغو و غيرها إضافة إلى مهرجانات دولية تم تنظيمها بالجزائر . - كيف تسرد الحكاية في التظاهرات بالخارج بلغتها الأصيلة أم المترجمة ؟ أنا أسرد الحكاية باللهجة الشعبية لأن لديها إيقاعا موسيقيا خاصا بها، فالنص حتى و إن لم يفهم باللهجة الشعبية و باللغة العربية من لدن جمهور أجنبي إلا أنه يتذوق الأصالة و اللذة ، فقد حدث في فرنسا و أني أردت أن أترجم النص إلى اللغة الفرنسية بعدما قمت بسرده بلغته الأصلية إلا أن الجمهور رفض رغم أنه لم يفهم النص، لكن في معظم الأحوال كنت أمارس فن الحكاية، أحكيها و أسردها على الجمهور بطريقة ذكية تجعله يتفاعل معه، و تجذب تحركاتي وصوتي وطريقة الإلقاء الجمهور مهما كان سواء عربيا أو أجنبيا، سواء كان يفهم اللغة العربية أو الفرنسية التي ألقي بها حكاياتي أم لا المهم أنّه يستمتع وهو ما لامسته عنده بعد كل عرض . - كيف تقيم تجربتك التلفزيونية مع الأطفال؟ كانت تجربة مفيدة مع عالم الصغار ، فلقد سعدت كثيرا بتنشيط تلك الحصة التلفزيونية الموجهة للأطفال التي كانت تبث على القناة الجزائرية الثالثة كل يوم جمعة بعنوان « استيديو الأطفال» و كانت لي الفرصة تجسيد مهنتي الحكواتية و أحكي قصصا من التراث الجزائري و العالمي . - كيف يمكن نقل الحكاية الشعبية إلى عصر التكنولوجيا في زمن الإدمان على الانترنت ؟ لم تتأثر الحكاية الشعبية بعصر التكنولوجيا سلبا بل إيجابا بدليل قيامي بطبع 3كتب على شبكة الإنترنت ،منها « حجرة القمرة» و «بنادم لي كان يشوف الليل» إلى جانب طبع كتاب « مراية الما « الذي ألفته رفقة الكاتب الفرنسي دانييل لودوك و هو من جيل الخمسينيات. - ما هي رسالتك في جملة أخيرة ؟ أريد رد الاعتبار لفن الحكاية الشعبية، فهذا الفن لا يتعلق بنشاط أو فعالية معينة، بل هو فن قائم بذاته عندي وعمل مستمر ودائم، أقوم بإعادة كتابة لبعض القصص التراثية والأساطير بطريقتي الخاصة وأدعو السلطات للاهتمام به، و بفن القوال و المداح لأن تراث أمة يحمل في طياتها رسائل سلام ومحبة لنبرز للعالم أن الإنسان الجزائري لديه تاريخ وحضارة وأصول ولم يأت من العدم، وتقدم بأسلوب حضاري جميل يحقق تفاعل الحضور معه.