تواصل حصيلة الإصابات الجديدة اليومية بفيروس كوفيد 19 ارتفاعها مسجلة أرقام قياسية مقارنة مع الأشهر الماضية، وفي ظل هذا المنحى التصاعدي الاستثنائي وغير المتوقع لعدد الإصابات بكورونا على مدار الأيام القليلة الأخيرة ،يبقى القلق يخيم بظلاله القاتمة ويزرع المزيد من المخاوف على ما سيحمله قادم الأيام و ذلك بعد أن أصبح عدد الحالات الجديدة يعد بالمئات، وفي مواجهة هذا التطور لتفشي الفيروس يتطلب الأمر وضع الأصبع على موقع الخلل لتفادي الكارثة و يأتي في مقدمة الأسباب الكامنة وراء مثل هذا الارتفاع التجمعات البشرية التي تمثل بيئة خصبة لانتقال العدوى ،وتقاعس المواطن حيال تدابير الوقاية من وضع القناع الواقي للوجه واستخدام المعقم ،و احترام التباعد الاجتماعي و مسافة الأمان و تجنب الازدحام والتجمعات من مناسبات مختلفة ،و تلك هي إجراءات أهملها الكثير من الناس خاصة بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي خلال هذا الشهر، و بهذا فإن الجزء الأكبر من الناس في الآونة الأخيرة قد أهمل تدابير الوقاية اعتقادا منهم أن جائحة كورونا قد انتهت ،و صرنا نرى مشاهد الازدحام والتجمعات و عدم ارتداء قناع الوجه وتجاهل إجراء التباعد الاجتماعي الذي من شأنه أن يقطع سلسلة انتقال العدوى بالفيروس ،و عادت إلى الأسواق و الأماكن العامة المختلفة حركتها العادية و مشاهد الازدحام و اللامبالاة ،و كأن العالم قد ودع إلى الأبد فيروس كورونا و تخلص منه نهائيا ، و طوى صفحته ،لكننا في هذا المقام لا يمكننا الإلقاء بحمل المسئولية على المواطن لوحده بل إننا لاحظنا أيضا في الأسابيع الأخيرة تناقص عمليا تطهير وتعقيم الأماكن العامة والأحياء والساحات و غيرها و هو عامل يضاف إلى إقدام بعض المواطنين إلى إقامة حفلات الزفاف متسببين بذلك في إصابات جديدة للفيروس ن وبناء على هذا فقد جاءت الإجراءات صارمة بخصوص حظر التجمعات من هذا النوع والتوجه إلى الشواطئ،و يحدث هذا في حين يعتبر الارتفاع في حالات الإصابة عاديا ولكن ذلك لا يمنع ضرورة استمرار تمسك المواطنين بالتدابير الصحية والوقائية لكسر سلسلة العدوى ،و الحيلولة دون الانتشار الواسع للكوفيد 19 و الخلاصة هي أن المواطنين مثلهم مثل السلطات المحلية يتقاسمون مسئولية الارتفاع الخطير لحصيلة الإصابات اليومية بكورونا و يجب تظافر جهود الطرفين لمحاصرة الجائحة .