بلغت حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا كوفيد 19، بعاصمة الأوراس باتنة، ذروتها، بعد تسجيل أكثر من 420 حالة تخضع للعلاج بمختلف المؤسسات والمرافق الصحية بالولاية، وتسجيل حصيلة أولية تناهز 45 حالة وفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا، وهو رقم مخيف لم تسجله الولاية حتى في ذروة تفشي الوباء شهر أفريل المنصرم. يراهن أطباء وممارسون بقطاع الصحة، والمجندون ضمن الصفوف الأولى لمجابهة كورونا، على ضرورة تدخل الوالي بفرض إجراءات ردع جديدة لوضع حد لاستهتار المواطنين، الذين لم يلتزموا بإجراءات الحجر الصحي المنزلي ولا بإجراءات الوقاية، حيث ناشد العديد منهم رفقة مدونين وفعاليات المجتمع المدني السكان التقيد بتدابير الوقاية لوضع حد لانتشار والقضاء على هذا الوباء، وتقدير جهود وتضحيات «الجيش الأبيض» في مواجهة الداء، خاصة وأن العشرات منهم اعتكفوا بالمؤسسات الصحية التي تعالج المرضى بعيدا عن عائلاتهم بهدف القضاء على تفشي الفيروس ومعالجة المصابين به. مطالب بتفعيل إجراءات الغلق
في هذا الصدد، شدد عدد من الأطباء عبر صفحاتهم الشخصية في الفضاء الأزرق وفي تصريحات مختلفة، على ضرورة التزام كل المواطنين بمختلف دوائر الولاية 21، باليقظة في هذه الفترة الحاسمة، خاصة بعين توتة ومروانة وباتنة وبريكة وغيرها وبالاحترام الصارم لقواعد الوقاية خاصة الاستعمال الإجباري للكمامة أو القناع الواقي، كونه الحل المتوفر حاليا والضامن لتقليص انتقال العدوى. ودفع ارتفاع عدد الاصابات بعدوى الفيروس، بعض من تحدثت إليهم «الشعب» من مواطنين، إلى المطالبة بضرورة تطبيق القانون بصرامة ضد المخالفين لإجراءات الحجر الصحي كونهم أصبحوا يهددون حقيقة سلامة المواطنين الآخرين الملتزمين بالإجراءات الوقائية، والدليل على ذلك عشرات عمليات المطاردة اليومية بين أفراد الشرطة والمواطنين خاصة الشباب بأغلب البلديات، والذين يوجدون في عمليات كر وفر بسبب عدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، أو كسر الحجر الصحي بالهروب إلى مداخل العمارات للاختباء وخلف الأسوار ليعيدوا التجمع بعد مغادرة مصالح الأمن، مستهترين بخطورة الوضع الوبائي الذي جعل باتنة، بحر الأسبوع الماضي تتصدر الترتيب الوطني في عدد الإصابات ب59 حالة مؤكدة في يوم واحد. وأكد أطباء المؤسسة العمومية الاستشفائية بباتنة، أن عناصر الطاقم الطبي وشبه الطبي يبذلون قصارى الجهود في سبيل التكفل الأمثل بالمصابين، كونهم يعملون في ظروف خاصة فرضت عليهم التضحية مهنيا واجتماعيا، الأمر الذي يحتاج من طرف المواطنين إلى تقدير هذه التضحيات من خلال التزام الوقاية وعدم تعريض حياتهم وحياة غيرهم للخطر، وهو ما يتحقق بارتداء الأقنعة الواقية والالتزام بتدابير الحجر الصحي. وفيما يخص ظروف عملهم أشار الأطباء إلى أنهم يعملون في مؤسسة استشفائية بدون تكييف هوائي نظرا لحساسية الوضع وخطورته، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى العمل تحت ضغط وهاجس احتمال الإصابة بالفيروس. المؤسسات الاستشفائية بأقصى طاقتها وأثّر ارتفاع حالات الإصابة بكورونا بدوائر باتنة، سلبا على طاقة استيعاب المصالح الاستشفائية المخصصة لاستقبال المرضى، حيث سجلت تشبعا غير مسبوق منذ نهاية الشهر المنصرم، لدرجة لم يعد بمقدورها استقبال أي حالات جديدة أخرى، الأمر الذي يدعو للقلق وسط استمرار المواطنين في الاستهتار واللامبالاة بالإجراءات الاحترازية لمجابهة كورونا. ورغم تسجيل ارتفاع جيد في عدد الحالات المتماثلة للشفاء والمقدرة ب 400 حالة لمرضى غادروا المؤسسات الاستشفائية، إلا أن مخاوف الأطباء بشأن بقاء انتشار الفيروس مستمرا تستلزم اتخاذ إجراءات أخرى أكثر صرامة من طرف الجهات المعنية. وأشارت مصادر بمديرية الصحة، إلى أنه تم فحص4061 حالة مشتبه بها، منذ بداية الوباء بعاصمة الأوراس مارس المنصرم، حيث أصيب مواطنون من 35 بلدية من أصل61، وتتواجد أغلب الحالات بالمصالح الاستشفائية، موازاة مع تسجيل إصابة 8 أشخاص من كبار السن يخضعون للعلاج عن طريق الإنعاش.