وكم مرّةٍ تمنّيتُ أن أتحجّر أو أكونَ كتمثالِ صخرٍ بأيِّ الحدائقِ في طرف الأرضِ كي لا أرى .. ولا أسمعنّ ولا قلبَ لي تحت سور الضّلوعِ يئنُّ لكي لا أحنُّ ولا أنزوي تحت جرحي من الآهِ لمّا تجيء ُ بكلّ الأسى فتخنقني.. آه ِ يا وطني يا هوايَ ويا شجني .. يا تراباً على أمِّ رأسي يتوّجُني يا بحاري .. ويا سفني.. حين ألمَسُ جمرَ عذابِكَ في البعد أبكي كلُّ ثانيةٍ من عذابك تؤلمني وحين يشدُّ الرّدى ذراعيه حولكَ قسراً أرفرفُ كالطّيرِ في كفِّ صيّادهِ وأصرخُ في بئر ِ صمتي وأبكي فمن في اغترابي سيسمعني ؟ * لم يكن بيدي أن أُفارقَ بيتي الّذي أنت فيهِ ولكنّهُ زمني.. لذا تمنّيت ُ أن أتحجّرْ أو أكونَ كتمثالِ صخرٍ بأيِّ الحدائقِ كي لا أرى .. ولا أسمعنّ ولا قلبَ لي تحت سور الضّلوعِ يئنُّ * تمنّيتُ ... وأوغلتُ في الحُلُم ِ الصّعبِ حتّى رأيتُ بأنيَّ في ساعةٍ ما .. في مكانٍ قصيّ صرتُ تمثالَ صخرٍ .. لا دمَ في العروق لا فؤادَ مشوق.. مرَّ بي صبيةٌ لعبوا تحت ضوء المساءِ الحزينِ وغنَّوا « يعيشُ العراقُ ويبقى .. فهو أحلى وأسمى وأنقى .. " بدأتُ أحسُّ بأنّي أذوبُ تخلّل صوتُ العراقِ مسامَ الصّخورِ فأربك لي قامتي ذاب دمعي بشمعي ثمَّ عاودني شجني آهِ يا وطني * من ديوان قمرٌ فوق جسر المعلّق / نخلةُ العراق