سجلت ولاية وهران خلال 24 ساعة الأخيرة أثقل حصيلة لها في الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، منذ بدء انتشار الوباء حيث ارتفع مؤشر الحالات الايجابية المشخصة بتحليل ال«PCR" فقط إلى 89 حالة، ما جعل الولاية تحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث عدد الإصابات التي بدأت تتزايد بشكل مقلق خلال الأسبوعين الأخيرين ما جعل مصالح "كوفيد19"، بمستشفيات أول نوفمبر ود.بن زرجب ومجبر تامي بعين الترك والمحقن ومستشفى الأطفال بكانستيل تمتلء عن آخرها مقابل ارتفاع عدد الحالات المشتبهة والتي تتجاوز 100 حالة يوميا، وبالمقابل ارتفاع حالات الشفاء ونقص في عدد الوفايات. وأرجع الأخصائيون على مستوى مصالح "كوفيد19"، الارتفاع الرهيب لعدد الإصابات بوهران إلى حالة الاستخفاف والتهاون وسط المواطنين والاستهتار بإجراءات الوقاية فضلا على إقامة الولائم والأعراس والاحتفالات والتجمع بين أفراد العائلات، كما يعتبر التشخيص عاملا آخر في الكشف عن الحالات الجديدة خاصة بعد توسع دائرة المخابر المتخصصة والتي خففت الضغط على معهد باستور على غرار مخبر المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر بإيسطو والمخبر الذي تدعم به قبل أيام المركز الاستشفائي الجامعي د.بن زرجب، إلى جانب تحليل "السيغولوجيا" الذي يجرى بمخابر التحاليل الطبية الخاصة والذي يساعد في الكشف عن كورونا. ورغم تحذيرات الأطقم الطبية وشبه الطبية بخطورة الوضع وخروجه عن السيطرة، وكل التدابير الوقائية التي أقرتها الوزارة بعد قرار رفع الحجر التدريجي بما فيها غلق منافذ الولايات المتضررة على غرار ولاية وهران ومنع حركة النقل الحضري وشبه الحضري يومي عطلة نهاية الأسبوع إلى جانب منع الذهاب إلى الشواطئ وإجبارية ارتداء الأقنعة الواقية وفرض إجراءات ردعية صارمة على المخالفين بقي الاستخفاف سيد الموقف، حيث لازلنا نلاحظ مشاهد يندى لها الجبين وكأننا في عالم بعيد عن الأزمة الصحية، اكتظاظ في المخابز والأسواق والحافلات، وتجمعات في الأحياء والساحات العامة وبين العائلات، واحتفالات لختان ونفاس وأعياد ميلاد تقام باستمرار دون احترام أدنى شروط الوقاية، واختراق لكل تدابير الحجر والوقاية بما فيها الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي. الوضعية الوبائية اليوم بوهران رغم خطورتها لا تسجل أي مخاوف لدى المواطن خاصة وأن البعض لازالوا يكذبون حقيقة وجود فيروس قاتل يفتك بالأرواح ما صعب لديهم مهمة إتباع الشروط الصحية والتقيد بها، ولكن المؤسف أنا عددا كبيرا من الأشخاص لم يصدقوا حتى انتقلت العدوى إليهم أو إلى أفراد عائلتهم خاصة كبار السن ووصلوا إلى حالة متقدمة من المرض حينها كان قد فات الأوان.