سيصدر قريبا للدكتور الإعلامي محمد بغداد، كتاب جديد بعنوان» المؤسسة الدينية وإدارة الأزمات-جائحة كورونا نموذجا»، عن دار إفريقيا للنشر يقدم فيها دراسة موضوعاتية حول مواقف وتصورات هذه المؤسسة في تفاعلها مع الجائحة، كونها المؤسسة التي نالت الكثير من الاهتمام والتفاعل من طرف الرأي العام. وفي اتصال هاتفي مع الدكتور محمد بغداد، أكد للجمهورية قائلا : « إنها محاولة كإعلامي لتسجيل الأحداث التي نعيشها و أطلب من كل الزملاء الإعلاميين تسجل الأحداث و توثيقها حتى يأتي المؤرخ و يجد مادة علمية و معلومات يعتمد عليها عكس جيلنا الذي لم يعش الأحداث التاريخية الماضية مما صعب المهمة على مؤرخي الجزائر، وهنا أطلب من كل إعلامي خاصة الزملاء و الزميلات أن يعطوا رأيهم العلمي من خلال تسجيل هذه الجهود علما أن الإعلامي يتابع الأحداث يوميا لأنه الوحيد الذي يملك المعلومات و المعطيات التي يمكن أن يوثقها عن أي مؤسسة أو حدث معين ، لذا أدعو الزملاء أن يخرجوا من طابع الصحفي الموظف الذي يكتب المقالات و الأحداث و الأخبار إنما للصحفي الذي يملك رأيا شخصيا و الإعلام الجزائري لديه أقلام متميزة «. وقال الدكتور محمد بغداد في فحوى كتابه أنه عبارة عن دراسة قدم فيها رؤية إعلامية تأتي في سياق المتابعة اليومية التي يقوم بها الباحث، منذ تحول «كورونا» من مستوى الوباء إلى مستوى الجائحة، والتي ترصد توثيق الخطوات المتخذة، وما نتج عنها من ردود أفعال، كان لها دورها في بلورة الصورة المشكلة عن تفكير المؤسسة الدينية في الجزائر. مضيفا بأن الدراسة عملت على تقديم تحليل خطاب هذه المؤسسة ومناقشة صورة الجائحة في ذهنية هذه المؤسسة، والعمل على تفكيك طبيعة تعامل المؤسسة مع تداعيات الجائحة، والذهاب إلى آفاق تعاطي المؤسسة الدينية في التعامل مع الأزمات المشابهة.كما تعمل هذه الدراسة – حسبه - على تركيز التحليل الإعلامي على 3 محطات في تعامل المؤسسة الدينية مع الأزمات، المحطة الأولى، التي يعتبرها محمد بغداد أنها فرصة ذهبية كبيرة، هي بمثابة هدية من السلطة السياسية التي منحت المؤسسة الدينية دورا قياديا في إستراتيجية الدولة لمواجهة جائحة «كورونا»، وقد بدا واضحا اعتماد السلطة على المؤسسة الدينية في تحقيق أهداف إستراتيجية لمواجهة الجائحة، وحسب دراسة محمد بغداد، فإن النتائج الأولى تؤكد أن المؤسسة الدينية لم تفهم رهان السلطة، ولم تدرك الدور المنوط بالمهمة المطلوب منها إنجازها.فيما يخص المحطة الثانية، وهي نتيجة للمحطة الأولى، والتي نتج عنها ارتباك وتململ إلى درجة التناقض، ظهر في سلوك المؤسسة الدينية من إفرازات سوء فهمها للدور وعدم إدراكها للمهمة، مما جعلها تظهر في مواقف تجذب الشفقة والسخرية في كثير من المساحات، وما عمق من مأساوية المشهد، عدم امتلاك المؤسسة الدينية المهارات الكافية للتعامل مع متطلبات الفضاءات الاتصالية الجديدة، وبالخصوص الافتراضية منها على وجه التحديد. أما المحطة الثالثة، فيقوم بمزج التوقع المستقبلي مع ارتكازات وتجارب الماضي، من خلال استحضار سلوكات المؤسسة الدينية مع أزمات أخرى، تختلف من حيث الطبيعة والمضمون، إلا أنها تلتقي في الجوهر والمضمون في كونها تندرج في المفهوم الشامل للأزمة.