نظم المكتب السياحي لمدينة وهران أول أمس بمتحف الفن الحديث والمعاصر مامو وهران جلسة عمل خاصة بإبراز دور الإعلام السياحي والثقافي بوهران تحت رئاسة رشيد بن دودة ، وبمشاركة رئيسة الجمعية العلمية صناعة الغد وهران إيزة آمال التي نشطت الجلسة وأعضاء المكتب السياحي لمدينة وهران وبعض الضيوف ، منهم صحفيين وآخرون ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب حضور الفنانة سعاد بوعلي وصاحب صفحة أرسام وهران بن يوب إسماعيل المدافع عن المواقع الأثرية بوهران ورئيسة جمعية الأمير عبد القادر الناشطة باسبانيا . هذا وقد شهدت الجلسة افتتاح الورشة الأولى التي كانت موجهة للإعلاميين، معرضاً خاصاً بالألبسة التقليدية الجزائرية والحلي والأواني، من تنظيم جمعية المعلم للفنون والسياحة الذي ترأسه السيدة بلقاسم وفاء ، تزامناً مع شهر التراث اللامادي و الأيام الوطنية للباس الجزائري الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون تحت شعار « لباسي ذاكرتي وثقافتي « ، بحيث اكتنز المعرض بمجموعة رائعة من الألبسة التقليدية الوهرانية الجزائرية في مقدمتها البلوزة و الحلي و الاكسسوارات التي اختلفت حسب أنواع الألبسة، وتجدر الإشارة إلى أن المعرض الثري لم يكن مفتوحا أمام الجمهور، بل كان افتراضيا بسبب جائحة كورونا لما يستوجب تطبيق الإجراءات الاحترازية . الاستغلال الأمثل للمواقع الأثرية هذا و قد نتج عن هذا اللقاء الرامي إلى المحافظة على التراث الوهراني مجموعة من التوصيات حسب ما أشارت إليه المشاركة في اللقاء و منشطته الآنسة ايزة آمال ، أهمها إبراز الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في تفعيل التنمية الثقافية ، من خلال الاستغلال الأمثل للمواقع الأثرية المتواجدة بوهران، و من تم الاهتمام بالتراث المادي و اللامادي و نشر التوعية من خلال تنظيم حملات تحسيسية للحفاظ عليه، علما أن عملية توظيف و استغلال التراث المادي و اللامادي في التنمية مرتبط بالتعرف عليه و إحصاء مكوناته و تثمينه ، إلى جانب صيانة وترميم المعالم الأثرية التاريخية و ترميمها لرد الاعتبار لها . كما تم الدعوة إلى ضرورة تأسيس أرضية صلبة لمنح انطلاقة حقيقية و فاعلة في الميدان للإعلام المتخصص بالمجال الثقافي والسياحي ، من خلال الحرص على تكوين إعلاميين متخصصين و إطلاق برامج تعنى بالحفاظ على التراث و توعية الأجيال الصاعدة وتحبيبها في التزود بمعلومات عن التاريخ و الموروث الثقافي. ومن بين التوصيات أيضا إقامة وتنظيم معارض ورحلات استكشافية للمواقع الأثرية و دعوة الصحفيين ، مع توخي الحيطة و الحذر من الأخطار المحدقة بالتراث، لاسيما فيما تعلق بالتدمير و التخريب و السرقة والنهب و التهريب , مع التأكيد على أن دور الإعلام لا يجب أن يقتصر على رصد المعالم التاريخية ووصفها وجردها , بل ينبغي أن يتعداه إلى نشر التوعية ودق ناقوس الخطر والتأكيد على أهمية التراث وتثمينه و التنديد بما يطوله من إهمال وتخريب وتعدي . و أيضا التأكيد على أهمية البرامج التلفزيونية أو الإعلام المرئي و المسموع في تثمين وتسويق الموروث المادي و اللامادي، مع التنويه أن هناك قنوات تستقطب أكبر عدد ممكن من المشاهدين ، ولديها شعبية واسعة بأوساط المجتمع بمختلف شرائحهم يجب التعاون معها، ورسم خطة عمل واضحة ومستدامة للحفاظ على الاستمرارية، على أن لا تكون اللقاءات والندوات والخاصة بالسياحة والثقافة ذات طابع مناسباتي . ضرورة تكوين الطلبة في التدوين الثقافي والسياحي كما دعا المشاركون إلى ضرورة التقرب من الطلبة الباحثين و المتخصصين بالإعلام والاتصال، من أجل تكوينهم في عمليه التدوين الثقافي والسياحي بمختلف المنصات الالكترونية، وبمواقع التواصل الاجتماعي ،وكذلك بالموسوعة الحرة وكيميديا مع ضمان تأطيرهم للتحكم في المحتوى والحفاظ على مصداقية المعلومة مع استثمار الموارد البشرية الطاقات الشابة، وكذا تكوين صحفيين مهتمين بالمجال الثقافي و السياحي يكون ميدانياً من خلال تنظيم رحلات استكشافية ، إلى جانب التقرب من المرشدين السياحيين بغية التعرف و التقرب من الأماكن السياحية و الأثرية من أجل إثراء المخزون المعلوماتي للصحفي .. و أيضا فتح المجال من قبل مديرية الثقافة و السياحة وكذلك الديوان الوطني للسياحة من خلال دعوة بعض الصحفيين المختصين والمهتمين بالشأن الثقافي و السياحي و التعاون معهم و العمل ، بالتنسيق من أجل ضمان الترويج و نشر المعلومات الصحيحة والدقيقة عن ولاية وهران مع ضمان تأطيرهم وتكوينهم وتشجيهم من أجل بذل مجهودات أكبر بهذا المجال، إضافة إلى التعاون مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يعرف بالإعلام البديل بالأخص الذين ينشرون معلومات عن الثقافة و السياحة بوهران والاتصال بهم وعقد جلسات دورية معهم وتأطيرهم من أجل ضمان نشر معلومات صحيحة وموثوقة .ودعم المبادرات و الأفكار القيمة التي تصب في اهتمامات مشروع الحفاظ على التراث المادي واللامادي و الترويج للسياحة الثقافية بالجزائر .و أخيرا إيجاد آلية تعاون وتنسيق مستمر مابين المجتمع المدني والإعلاميين، بالأخص الجمعيات الناشطة بالمجال السياحي والثقافي .