لقد أشاد الوزير الأول اول "بالاطقم الطبية و ما بذلوه خلال الجائحة و اشاد بوطنيتهم و كفاءتهم" وليست المرة الأولى التي يفعل ذلك و لن تكون الأخيرة , كما ليس المسؤول الوحيد في الدولة الذي كان منه هذا الموقف , فقد سبقه إليه رئيس الدولة الذي كرس القول بالفعل و خص "الجيش الأبيض" بكل الدعم المادي و المعنوي و بالحماية المالية , الاجتماعية و القانونية و الصحية , , غيرها , ليحذو حذوه جميع المسؤولين و كل فعاليات المجتمع المدني و السياسي و الاقتصادي , بحيث لم يتخلف طرف عن تقديم واجبات الشكر و العرفان للنخبة الطبية التي برهنت على وطنيتها و كفاءتها خلال جائحة كورونا , متقدمة الصفوف الآولى للتصدي للفيروس القاتل , مما تسبب في إصابة حوالي 3آلاف من أفرادها شفاهم الله و استشهاد اكثر من 50 منهم , رحمة الله عليهم و على كافة ضحايا الوباء. فهل كان الجزاء في مستوى التضحية ؟ لا أعتقد شخصيا بأن أي دولة أيا كانت إمكاناتها المالية و المادية والطبيعية وهلم جرا , لا أعتقد أن مثل هذه الدولة تستطيع تحقيق كل ما تنتظره منها هذه الفئة من الشعب أو تلك , لأنه ببساطة "إرضاء كل الناس غاية لا تدرك" حتى بتوفر النية الصادقة لتحقيقها , و من هنا اعتبر استفسار المواطنين عما ينتظرونه من الجمهورية الجديدة , قلبا لما ينبغي أن يكون عليه منطق الأمور , إذ من الأنسب , أن نسأل رئيس الجمهورية الجديدة عما ينتظره من المواطنين , حتى نضع الأمور في نصابها , وهنا تحضرني عبارة وردت في خطاب أول رئيس منتخب للولايات الأمريكيةالمتحدة بمناسبة استقلال بلاده عن انجلترا , مخاطبا الأمريكيين الخارجين لتوهم من حرب التحرير قائلا لهم :" لعل كل واحد منكم يتساءل الآن عما ستقدمه إمريكا له , و الأولى أن يفكر كل إمريكي عما يمكنه تقديمه لإمريكا " هذا هو المبدأ المتبع منذ ذلك الحين؛ الرابع جويلية 1776إلى اليوم؛ و الذي جعل من إمريكا الدولة الأعظم في العالم ... إنه المبدأ الذي ينبغي أن يكرس في بناء الجمهورية الجديدة , جمهورية الجيوش المتعددة المهام و الألوان , المتنافسة على خدمة الصالح العام بتفان لا يكل و إخلاص لا يضعف , و إن تلقت الإشادة و الشكر فلتجب بتواضع :"لا شكر على واجب".