سائقو سيارت الأجرة لما بين الولايات يستغيثون عبر العديد من المواطنين، عن تذمرهم من الارتفاع المذهل لتسعيرة السفرية، التي يطلبها سائقو سيارات "كلوندستان" والتي تتجاوز في غالبية الأحيان 500 إلى 3000 دج بالنسبة للمدن البعيدة، لاسيما المتوجهين إلى الجزائر العاصمة، حيث عبر البعض منهم عن استيائه الشديد ازاء ارتفاع أسعار أصحاب سيارات "كلوندستان" في ظل توقف نشاط سيارات الأجرة لما بين الولايات بعد قرار الحكومة الذي اتخذته بتوقيف النقل ما بين الولايات والذي يدخل ضمن التدابير والإجراءات الاحترازية لتفادي انتشار فيروس "كورونا" وبطبيعة الحال أيضا إلى حماية صحة وسلامة المواطن من هذا الوباء الذي خلف العديد من الضحايا في الجزائر. وحسب آراء بعض المواطنين الذين استجوبناهم أمس، فإن أصحاب سيارات "كلوندستان" استغلوا غياب سيارات الأجرة لما بين الولايات، ليرفعوا الأسعار حيث تتراوح أسعار نقل المواطنين ما بين 300 و500 دج للمسافة القصيرة، الأمر الذي أدى بالمطالبة الى تشديد الرقابة ومعاقبة هؤلاء المخالفين للقانون. جولة إلى بعض مواقع تجمع سيارات "كلوندستان" على غرار محطة النقل البرية "إيسطو" المغلقة، وقفنا على جشع وطمع سيارات "كلوندستان" ونهبهم غير الشرعي لأموال المواطنين وهذا في ظل غياب تام للمراقبة، من قبل اللجان المختصة لمديرية النقل، التي تركت الساحة لأصحاب سيارات "الكلوندستان" يضربون جيوب المواطنين، لاسيما عائلات ذوي الدخل الضعيف الذين اشتكوا من هذه التصرفات غير المسؤولة. وفي هذا الإطار اقتربنا من السيدة "م . فاطمة " التي التقينا بها بذات الموقع، كانت متجهة إلى ولاية عين تموشنت، حيث صرحت بدورها أن بعض المواطنين وقعوا فريسة بين مخالب أصحاب "كلوندستان" مناشدة الجهة المختصة بالتدخل لإيجاد حل لمعاناتهم، أما المدعو "س . قويدر " الذي كان متجها إلى ولاية مستغانم، فقد أكد لنا أن سعر السفرية، تحدد على حسب أهواء أصحاب سيارات الكلوندستان، مشيرا إلى أن هؤلاء استغلوا الظرف الصحي للربح السريع. ومن جهة أخرى طالب بعض أصحاب سيارات الأجرة ما بين الولايات، الذين وجدناهم بعين المكان للعمل خفية أيضا بإعادة استئناف النشاط لكن بالتقيد بالبروتوكول الصحي، على غرار باقي الأنشطة الأخرى، التي فتحت أبوابها مجددا بسبب تدهور حالتهم الاجتماعية وعدم قدرتهم على مجابهة الطلبات اليومية لأفراد عائلاتهم. العديد من المواطنين المتجهين إلى الولايات المجاورة، أشاروا بدورهم إلى نهب وجشع أصحاب سيارات الكلوندستان الذين استغلوا توقف نشاط أصحاب سيارات الأجرة ما بين الولايات، متسائلين عن سبب الغياب التام للرقابة وأن هؤلاء استغلوا الفرصة لفرض اسعار خيالية على المسافرين القاصدين للولايات المجاورة لأسباب اضطرارية. اقتراح عودة النشاط وبالموازاة فقد أشار معاد عابد المنسق الولائي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، إلى أنه وخلال لقاء مع ممثلي عن وزارة النقل بالجزائر العاصمة طرح هذا المشكل، وقد اقترح المكتب الولائي أن يتم اعادة نشاط أصحاب سيارات الأجرة ما بين الولايات، لكن بشرط التقيد بالبروتوكول الصحي، لأن العديد من العائلات تأثرت حياتهم الاجتماعية من هذا التوقف بسبب الجائحة، وخلال اللقاء الاخير مع عدد من أصحاب وسائل النقل المنتظمة لاسيما سيارات الأجرة، فقد طالبت هذه الفئة بعودة النشاط لكن بشرط التقيد بقواعد الصحة، تجنبا لنتفشي العدوى لكن القرار الأول والأخير يعود بالدرجة الأولى للحكومة. أما عن المدير الولائي للنقل بالنيابة فقد أشار إلى أن هذا الموضوع نشاط سيارات الكلوندستان لا يمكن الحديث عنه باعتبار أنه من ضمن وسائل نقل غير النظامية وأن نشاطها مخالف للقانون وسيتم اتخاذ اجراءات عقابية وتشكيل لجان للمراقبة التي ستقوم بخرجات ميدانية للوقوف على مثل هذه التصرفات .