كل من يزور بلدية استيديا بولاية مستغانم يتمنى رؤية خط مدار غرينيتش وأخذ صورة تذكارية بجانبه، فهو يعد من بين أهم المعالم التاريخية بولاية مستغانم التي يقال إنها أقرب مدينة جغرافية من أوروبا، حيث لا تبعد إلا بنحو 150 كم عن الشواطئ الإسبانية ، وخط غرينتش هو خط افتراضي لحساب التوقيت، سمي بذلك لأنه يمر بمدينة غرينتش في لندن، وهو يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين شرقي وغربي، وهنالك 360 خط طول، 180 شرق خط و180 خطا غربه. ولبلدة استيديا قصة تاريخية ومثيرة، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1846 من قبل مهاجرين ألمان أرادوا الهجرة من فرنسا إلى أميركا الجنوبية، لكن ربان السفينة تخلى عنهم في ميناء دنكرك بفرنسا، فبقوا عالقين هناك، فاقترحت عليهم سلطات الاستعمار الفرنسي ترحيلهم إلى «استيديا» في إطار سياستها الاستعمارية التي فتحت الأبواب لقدوم المعمرين الأوروبيين إلى الجزائر، لتثبيت أقدام الاستعمار الفرنسي فيها، وإكثار عدد المستعمرين، وقبل المهاجرون الألمان دعوة السلطات الاستعمارية الفرنسية، وأقاموا في هذه المنطقة من ولاية مستغانم، وأسسوا بلدة صغير سموها «استيديا» نسبة إلى منبع ماء في المنطقة اسمه «استيديا»، واستمر وجودهم هناك حتى 1948.