يشتغل الشّاعر "علاق" في بعض قصائد مجموعاته الشعرية على ترسيخ المعاني الإنسانية وتأصيلها، وهذه هي من أعمق وأوسع الحلقات المعرفية والحسية في قصائده، ويظهر الشّاعر في دائرة هذه الحلقات تفكراته وتصوراته الفكرية الشخصية، حيث تتجوهر وتتشاكل مع وعيه الشّعري لاستنبات _إن جاز التعبير_ روح القصيدة، الموغلة في ثرائها الحياتي وجدلية العراقة بين الذاتي والموضوعي؛ أي الذات الشّاعرة والآخر المتلقي. ... هذا، ويشتغل الشّاعر على منظومة المعاني الراسخة في الموروث الحضاري ومجاورة الواقع الاجتماعي ورؤية الشاعر الحلمية الكونية من جهة والسياسية من جهة أخرى، إن للشاعر قدرة عالية لقراءة الصوفي، والتاريخ والنفس ومدخرات الجمالي الحضاري التراثي القيمي وتهيمن المشهدية البصرية على إرسالياته النصية مشكلة بانوراما شعرية تفضي إلى التحقق الشعري المتأنق الصافي في لغته الناصعة حيث ينجبس من صفائها إيقاع المعاني الظاهرة ونبرية الوحدات الوزنية. ... لقد وجدنا الشاعر يمازج في بانوراما قصائده بين الواقع والحلم، وبين الوصف والتخيل، والتوصيف والتخييل والوجود والموجود بين الحياة والموت، وهذا الأخير في قصائده ليس الهلاك، وإنما يمثل الخلود ويحرص الشاعر عبر هذه الثيمة الرئيسة إلى صور البوح والإفصاح وحتى الإبلاغ والإعلان، دون أن تفقد لغته وصوره الشعرية بريقها الشعري وجوهرها الفكري، وتتصاعد نبرية الشعري في لغة الشّاعر في انتقالات الحال الشعري من تداعيات الذات إلى "دراماتيكية" الحدث اليومي والتاريخي. إن الشاعر يحتفي بلهفة وشوق برموزه الحياتية التي تمثل مراياه النصية وجوهر الروح الشعري في قصائده وإدراكه العميق لمفهوم الوجود والكفاح، حيث يعزف في هذه الرؤية على استثمار مرجعيات اليقين، ويتحرك الشاعر هنا باتجاه تأسيس بانوراما صورية متساومة مع معمارية القصيدة وتدفق إيقاعاتها الموسيقية والفكرية، منفتحة على المثيولوجي والروحي وقراءة الذات الإنسانية. ..وباختصار شديد فإن قصائد الشّاعر تتجه إلى تمثل القول الشعري بغية التوصيل وترسيخ العلاقة بين الذات الشاعرة والقارئ.