قَرنٌ من النزفِ ، ما ناخوا ، ولا ثلبوا صِيْدُ الجزائرَ ، مدَّ العين تنتصبُ نوفمبريةَ قانِ الحُرَّ ، يغبطها عزّاً ومجداً ، بما أبطالها سكبوا وها هنا ، من جبال الشمِّ مْنْطَلَقٌ فرسان حربٍ ،إذا كرّوا ، إذا وثبوا أرض الجزائر ، كم مرّت بها حِقبٌ عبر العصورِ ، وكم ذُلَّتْ لها حِقبُ ؟ أم الحضارات ، لا تخفى معالمها هذي القلاعُ ، وذاك السيفُ ، والنُشبُ والحِبرُ ما انفكَّ يروي عن ملاحمها .. عذراً ، وأي مِدادٍ تكفِها الكتبُ ؟ هل يجهل الكون ؟ كلّ الكون أجمعه فعل الأشاوس إن غاروا ، وإن ركبوا ؟ سلِ الطغاة ، وكم ذاقوا هزائمهم ؟ يا ويلهم ، إذ غدَت أسلابهم ، سَلَبُ كم أجرموا حقّ هذي الأرض فاستعرَتْ شظّت لهيباً ، على أكوامهم لهبُ صبّوا على حُرُماتِ الشعب حقدهُمُ وغادروا كلّ شبرٍ ، وهو يعتصبُ وكم تناقلتِ الدنيا ، صنائعنا ؟ مزهوّةٌ ، مذ سقيناها ، دمٌ سَرِبُ