كثرت النقاط الساخنة و بؤر التوتر والنزاعات الإقليمية بين الدول في العالم وطال أمدها بسبب تدخلات قوى عظمى و تصادم مصالحها السياسية والاقتصادية حيث أن هذه البلدان القوية تسير مختلف الأزمات المسلحة العسكرية و السياسية عبر العالم وفق ما يخدم أهدافها وأطماعها التوسعية و نفوذها السياسي والاقتصادي ،ولا غرابة والحال هذه أن نجد نزاعات سياسية وعسكرية في العالم قد عمرت طويلا طيلة عقود من الزمن كما حدث ويحدث في فلسطين بسبب دعم الدول الكبرى للكيان الصهيوني ،و لا عجب أيضا في أن نشهد تعاقب عدد كبير من الأمناء العامين لمنظمة الأممالمتحدة على رئاسة المنظمة و رحيلهم عن المنصب دون أن يحل مشكل وقضية الشرق الأوسط ،و هكذا فإنه دون كلل ولا ملل يتوالى الرؤساء على حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية و تتغير وجوه من يقيمون في البيت الأبيض من رؤساء، دون أن يلوح في الأفق حلا حقيقيا للأزمة في الشرق الأوسط وانفراجا للوضع هناك و انتهاء للاستيطان و الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بل تزداد الأوضاع تعقيدا و تصعيدا عسكريا و يمتد التوتر إلى البلدان المجاورة لفلسطين مما جعل المنطقة بؤرة لحروب متجددة و متعددة الجبهات ، وهذا كله بسبب عدم تطبيق القرارات الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة و مجلس الأمن بخصوص حقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه و وقف بناء المستوطنات ومصادرة أملاك الفلسطينيين وهدم منازلهم وتشريدهم لفرض الاحتلال كأمر واقع تباركه و تدعمه القوى العظمى في العالم من الولاياتالمتحدة إلى الاتحاد الأوروبي فالصراع في الشرق الأوسط يعد أبرز وأكبر دليل على سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من قبل الدول الكبرى في العالم التي استحوذت على سلطة اتخاذ القرارات بفرض الفيتو على مستوى جمعية الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي فقد الكثير من مصداقيته في حل النزاعات المختلفة حيث أن القوى العظمى في العالم البلدان تسير الأزمات والنزاعات السياسية والعسكرية و بؤر التوتر باتجاه تمديد عمرها رغم صدور العدد الكبير من لوائح و قرارات الأممالمتحدة لحل الصراعات و منها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يعد بامتياز قضية تصفية استعمار . قضية الصحراء الغربية.. وضع الرأس في الرمال تمثل قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية و حرمان الشعب الصحراوي من حق تقرير المصير بتنظيم استفتاء يقول خلاله الشعب الصحراوي كلمته يعتبر نقطة سوداء أخرى في سجل منظمة الأممالمتحدة التي عجزت عن حل هذا النزاع فرغم صدور العديد من قرارات ولوائح مجلس الأمن الدولي و الجمعية العامة للأمم المتحدة حول هذا الملف ، لا تزال قضية الصحراء الغربية عالقة تراوح مكانها منذ عقود مع تعدد و تجدد عهدات بعثة المينورسو ومبعوثي الأممالمتحدة الخاصين بقضية الصحراء الغربية الذين صالوا وجالوا في المنطقة و أشرفوا على جولات تفاوض بين طرفي النزاع بالمنطقة وهما جبهة البوليساريو والمملكة المغربية دون أن يفضي ذلك الجهد إلى حل ونهاية نفق الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ويرجع ذلك إلى مناورات كثيرة لا حصر لها من المغرب الذي يحظى بتأييد القوى الكبرى ،و كذلك المصالح الاقتصادية و السياسية الكامنة وراء بقاء منطقة الصحراء الغربية تحت احتلال المغرب ،و هكذا يتجلى للجميع أن قرارات الشرعية الدولية مهما تعددت و اشتدت لهجتها تظل مجرد حبر على ورق و محل مراوغة ومماطلة وتأجيل إلى آجال غير مسماة في غياب الإرادة السياسية الحقيقية وروح تطبيق العدل وإحقاق الحقوق من أجل تفعيلها و تجسيدها على أرض الواقع لأنها تصطدم بصراع المصالح و التحالفات القائمة بين البلدان على خلفية النزاع بين مصالح القوى العظمى التي استحوذت على مراكز القرار و احتكرت حق الفيتو لفرض قانونها و حماية مصالحها وأطماعها ونفوذها على العالم و تبقى دول العالم بذلك أسيرة لها ورهينة لمخططاتها التوسعية ومصالحها الاقتصادية متمثلة في السيطرة على أسواق البترول والتجارة العالمية و التكنولوجيا المتطورة وكذا ملف التسلح النووي ، وهو ما يفسر بوضوح الوضع الأمني غير المستقر في العالم، وتكاثر بؤر التوتر و النزاعات السياسية والعسكرية و عدم استتباب الأمن في العالم و خاصة في البلدان العربية حيث تحول المشرق العربي إلى ميدان حرب و ساحة نزاعات وتصعيد عسكري وسياسي و حروب بالوكالة.