احتضن أول أمس مقر المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين لوهران ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى ال 64 لإضراب الثمانية أيام (28 جانفي-4 فبراير1957)، وهذا تحت شعار «تضحية و تاريخ التزام و تحدي» و الذي نظم تحت رعاية وزارتي التجارة و المجاهدين و إشراف والي ولاية وهران، بحضور الاتحاد العام للتجار و الحرفيين مكتب وهران، مديرية المجاهدين و ذوي الحقوق لولاية وهران، المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين ، و المكتب الولائي لأبناء المجاهدين . وفي كلمة للمنسق الولائي للاتحاد العام للتجار و الحرفيين الجزائريين لولاية وهران مراسيم احتفالات الذكرى ال 64 لإضراب الثمانية أيام الذي ركز فيها على الظرف الصعب الذي تمر به الجزائر و الخوف من فيروس كورونا و المخاطر الاقتصادية و الأضرار الوخيمة التي مر به قطاع الإنتاج وما صاحبه من آثار على التجار و المتعاملين الاقتصاديين معرجا في الوقت ذاته على المستجدات الخطيرة ذات البعد الاستراتيجي مما يلزمنا توحيد الصفوف و دحر كل المخططات لضرب استقرار الجزائر، مبرزا نضال الآباء و الأجداد من التجار و التضحيات التي قدموها في سبيل استرجاع الحرية و الاستقلال مشددا على تضحيات التجار في الأزمات ، فبالأمس قدموا مساعدات لإخوانهم الجزائريين خلال الإضراب بتوفير المواد الغذائية التي كانت توزع عليهم بالسر و اليوم يقوم التجار بواجبهم حيث كانوا في الصفوف الأولى مع الجيش الأبيض لمحاربة كوفيد 19 و تضامنوا معهم و قدموا هبات كثيرة و قوافل من المواد الغذائية و وزعوا كمامات على المواطنين في مشاهد التآزر أبهرت العالم . كما تم التطرق نفس المتحدث إلى أهمية الرسالة الحضارية والسلمية التي وجهتها قيادة الثورة التحريرية للعالم من خلال إضراب الثمانية أيام الذي قررته لجنة التنسيق والتنفيذ التابعة لجبهة التحرير الوطني بمناسبة انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة في أواخر يناير 1957،وأوكلت مهمة تحضيره إلى قادة الولايات الست من خلال التدخلات التي احتضنتها الندوة التاريخية حول هذا الحدث من قبل مدير المجاهدين و ذوي الحقوق هاشمي عفيف ، و الدكتور بوشيخي الشيخ و الأستاذ محمد بلحاج ، و بعض الشهادات الحية على غرار عبد القادر يوسي و غيرهم حيت ركز المتدخلون على الهدف من هذا الإضراب الشامل، و إشراك المنظمات الجماهيرية في العمل الثوري وتوحيد صفوف الشعب الجزائري حول قضيته المصيرية وإسقاط ادعاءات الاستعمار التي تصف الثوار بأنهم عناصر خارج عن القانون وإسماع صوت الثورة وكشف جرائم الاستعمار مؤكدين في الوقت نفسه أن جبهة التحرير الوطني هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري. وحقق الإضراب - حسبهم - أهم هدف للثورة التحريرية، حيث دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إدراج القضية الجزائرية في إطار حق الشعوب في تقرير مصيرها، فكانت بذلك ضربة قاضية لفرنسا الاستعمارية، وقد برهن هذا الإضراب داخليا من خلال الاستجابة الشعبية الواسعة لكل الفئات من طلبة وعمال وفلاحين وحرفيين ، وفي هذا السياق برز دور الاتحاد العام للعمال الجزائريين والاتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين واتحاد التجار من خلال احتضان الشعب للثورة ومن ثم تمسكه بمطلبه الأساسي المتمثل في استرجاع الحقوق المغتصبة تحت قيادة جبهة وجيش التحرير الوطنيين. وأبرز الأستاذ بلحاج أن إضراب ال 8 أيام جاء كشكل جديد من النضال والمقاومة ضد الاستعمار من أجل تكريس وحدة الشعب وتضامنه وتحقيق الهدف السامي وهو الاستقلال ، كما أعطى مصداقية وقوة أخرى للثورة ، وقد تم خلال اللقاء تكريم عائلات المجاهدين التجار عرفانا لما قدمه هؤلاء من تضحيات من اجل استقلال الجزائر .