الأمل هو ذاك الصباح المتجدد المضاف إلى أعمارنا، ذاك الكتاب الأزرق الذي أهديتيه لي الذي أتصفحه كل ليلة أبحث فيه عنك وعني، في بعض فقراته تتوقف عقارب الساعة وتحملني الدهشة إلى أول لقاء، كانت الريح تعصف وكان الشارع الطويل يعج بالغرباء من أمثالنا وكان بالصدفة عيد المحبين. تحت سقوط المطر مشينا و كادت الريح أن تخطفك مني ، في لحظات سهونا أمسكتك من خصرك خوفا من السقوط ،احمر وجهك كمعطفك الأحمر وطرنا بعيدا ، ذبنا كسكر في قهوتنا وكأغراب وحدتنا المدينة ونسينا كل العالم. بعد خمس سنوات لا زال الشوق يذبحني.. ولا زالت صفارات الانتظار توقظني من سباتي.. .ولا زال طيفك يطاردني في محطة القطارات المغادرة بعد خمس سنوات لا زال الجرح غائرا .. ولا زالت ذكراك توقظني في منتصف الليالي لأكتب شيء عن سيرة امرأة مستبدة ضيعتها بعنادي تعود كل سنة مع حلول ذكرى اللقاء. بعد خمس سنوات لا شيء تغير. لا زال قطار منتصف النهار نحو العاصمة يقلع في وقته المحدد ، ولا زالت الساعة الحائطية تحافظ على نظامها الدقيق، ولا زالت هناك روحي تقف على الرصيف تودع المغادرين كل خميس ولا زلت بعد خمس سنوات أرى وجهها في كل وجه امرأة مغادرة تجر حقائبها في عجل.