لم يكن أشد المتفائلين يتوقع صعوبة مهمة اتحاد بلعباس هذا الموسم في الرابطة الأولى، بتشكيلة تجددت بنسبة كبيرة، حيث راحت الإدارة تجلب العشرات من اللاعبين يتقدمهم الورثاني، مواقي، بعوش، خيراوي، خدير، والبقية ممن لم يتمكنوا من حصد سوى15 نقطة في 18 مواجهة حيث بقي أمام العبابسة مباراة واحدة متأخرة ضد شبيبة القبائل بملعب 24 فبراير 1956، لكن حتى نقاطها لن تكون كافية لإخراج الفريق من النفق المظلم والذي يتواجد في المركز 17 لحد الآن ، ما جعل المتتبعين يشككون في قدرة أبناء المدرب بوعكاز على ضمان البقاء، خاصة في حال بقيت الأمور على حالها على غرار الديون، الرواتب، الصراعات، الإنقسامات، ولجوء بعض اللاعبين للجنة المنازعات، وغيرها من الأمور التي قد تسقط الفريق. وتمكن إتحاد بلعباس من تحقيق الفوز في 3 مباريات فقط في مرحلة الذهاب ، حيث كان قد أطاح بنجم مقرة، إتحاد بسكرة وبعدهما شبيبة سكيكدة ، بينما تعادل في 6 لقاءات امام أهلي البرج في أول جولة، ثم مولودية وهران في الداربي، وبعدهما كل من إتحاد العاصمة، بارادو، أولمبي المدية ونصر حسين داي، في حين سقط في 9 لقاءات أمام مولودية الجزائر، وفاق سطيف، شبيبة الساورة،جمعية الشلف، وداد تلمسان، شباب بلوزداد، أمل عين مليلة، سريع غليزان وشباب قسنطينة. المكرة تلقت 25 هدفا وسجلت 14 فقط في 18 مباراة واهتزت شباك العبابسة في مرحلة الذهاب 25 مرة وهو رقم كبير ومهول يؤكد أن الخط الخلفي فيه العديد من النقائص رغم تواجد صيلع، حمزة، عباس، والبقية. وكانت أثقل نتيجة أمام جمعية الشلف برباعية كاملة، وبعدها أمام شباب بلوزداد بثلاثية ، ليتواجد بذلك دفاع المكرة في الصف الثالث كأضعف خط خلفي، شأنه شأن الهجوم الذي يتواجد في المركز نفسه بعد أن سجل العبابسة 14هدفا فقط، أثقلها كانت ثنائية ضد شبيبة سكيكدة، رغم تواجد أسماء كبيرة وتملك الخبرة. خوض 8 جولات من دون الجدد و14 مباراة من دون مدرب ويتذكر كثيرون أن إتحاد بلعباس دخل البطولة من دون لاعبيه الجدد حيث بقي ينتظر تأهيلهم لدى لجنة المنازعات التي رفضت في البداية بسبب قيمة الديون التي لم تتمكن إدارة المكرة من دفعها لغاية الجولة 8، لتستفيد بعدها من جميع لاعبيها ، وهو ما لم يسبق أن حدث في الفريق، تلتها قضية المدرب بعد رحيل بوغرارة في الجولة الأولى، وبعده مساعده الهاشمي، ليبقى الفريق من دون مدرب رئيسي في 14 لقاء، ما جعل لجنة العقوبات آنذاك تغرم الإتحاد بالملايين بسبب غياب مدرب رئيسي على التماس، ليتم الإستنجاد بمدرب فشل في مناسبتين مع المكرة، لكن أطراف أرادته في الفريق للمرة الثالثة. ولم يسبق أن وجد الفريق نفسه في أزمة كالتي حدثت في مرحلة الذهاب، حيث لم تجد الإدارة الأموال للتنقل لخوض المباريات خارج بلعباس، وعجزت عن توفير مبلغ بسيط للحجز في الفندق، على غرار ما حدث قبل سفريتي غليزانوقسنطينة، وقبلهما المدية التي إحتجز فيها صاحب الفندق لاعبي المكرة الذين من حسن حظهم تدخل رئيس أولمبي المدية بوقلقال ودفع الفاتورة، أمام صدمة كبيرة لمحبي المكرة الذين لم يتوقعوا أن يحدث لفريقهم مثل هذه الأمور. ومن دون شك لن تكون مرحلة العودة سهلة فما ينتظر الإتحاد نفس ما واجهه في مرحلة الذهاب، لكن بأكثر قوة، إثارة و ندية، حيث ستتفادى بعض الفرق مؤخرة الترتيب، وترغب في مغادرتها مبكرا تفاديا للحسابات، بينما تريد أخرى الصدارة ، ما قد يضع العبابسة بين كل هؤلاء، ما يعني أن المهمة ستكون صعبة لا محال بالنظر لما يحدث في بيت الإتحاد.