منح قانون الانتخابات الجديد فرصة ذهبية للشباب الجزائريين لدخول المعترك السياسي وتقلد مناصب داخل الهيئات المنتخبة الجديدة من خلال الاستحقاق التشريعي ل 12 جوان المقبل ، و بهذا ستكون حظوظ هذه الفئة المهمة من المجتمع الجزائري كبيرة في هذا الاستحقاق الانتخابي الأول في الجزائر الجديدة بعد تعديل الدستور و استكمال القانون العضوي المتعلق بالانتخابات ، و هو ما يجسد الأهمية الكبرى التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للشباب و حرصه الكبير على تواجدهم في الهيئات المنتخبة للتعبير وتبني مطالب الشعب في جزائر ما بعد الحراك الشعبي . وانطلاقا من هذا فإن الحديث عن تشريعيات 12 جوان المقبل يحمل الشباب إلى واجهة المشهد السياسي و يبرز ضرورة مشاركتهم في برلمان و مجالس بلدية و ولائية جديدة أكثر شفافية ونزاهة بعيدا عن التزوير والفساد الذي طبع الانتخابات السابقة ، فقانون الانتخابات الجديد يشجع ولوج هذه الفئة الحية والهامة في المجتمع ساحة المنافسة في الانتخابات والمشاركة بفعالية في الحياة السياسية و كذا شغل مناصب وزارية . يشترط القانون الجديد للانتخابات أن يكون نصف عدد المنتخبين أي المرشحين من الشباب دون سن الأربعين ، كما حدد سن الترشح لانتخابات للمجلس الشعبي الوطني ب 25 سنة و هو ما يفسح المجال واسعا أمام الكثير من الشباب الراغبين في المشاركة في الحياة السياسية للوصول إلى البرلمان بغرفتيه ، و كذلك شغل مناصب وزارية في تشكيلات الحكومة و أيضا الترشح للانتخابات المحلية . استمرار السير لتحقيق المطالب إن الشباب الجزائريين الذين قادوا الحراك الشعبي الجزائري في مسيرات المطالبة بالحقوق ومحاربة الفساد والتغيير مدعوون اليوم لأن يرتقوا سلم المسئولية في البرلمان ويستلموا الحقائب الوزارية بفضل قانون انتخابات تبنته الجزائر الجديدة التي تسعى على أكثر من صعيد إلى استقطاب الشباب وتوعيتهم بضرورة الانخراط في العمل السياسي و الالتحاق بركب الترشح لتشريعيات 12 جوان خدمة للوطن وتجديدا لدماء الهيئات المنتخبة التي أفسدها المال الفاسد في السابق . و مما لا شك فيه أن مهمة من سيحالفهم الحظ بالانضمام إلى البرلمان أنهم سيعيشون تجربة الحياة البرلمانية ،ويساهمون حتما في إثراء تلك المجالس و يحملون تطلعات ومطالب من انتخبوهم و سيضيفون الكثير إلى برلمان لطالما كان معزولا عن انشغالات الشعب ومعاناته ، و ستكون بذلك بداية مرحلة سياسية جديدة في الجزائر تعلق عليها الآمال الكثيرة خاصة أن البرلمان سيحتضن الكفاءات الوطنية وخريجي الجامعات ، و في هذا السياق نشير إلى دعوة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المتكررة و في أكثر من مناسبة فئة الشباب و خريجي الجامعات خاصة إلى الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة و التواجد داخل المجالس المنتخبة مساهمة في بناء واستقرار الجزائر و ازدهارها وتقدمها علما أن رئيس الجمهورية لطالما أكد على ضرورة إدماج الشباب في الشأن العام ليكون متواجدا بقوة في الاستحقاقات الانتخابية و هكذا فإن شرط أن تشمل قوائم المرشحين للانتخابات 50 بالمائة أي النصف من الشباب لضمان نزاهة وشفافية الانتخاب يعتبر دعوة مفتوحة للكفاءات الشابة وخريجي الجامعات للتقدم و المشاركة في الحياة السياسية ،و هو ورقة رابحة سترجح كفة المرشحين الشباب و تساعدهم على التواجد بقوة تحت قبة البرلمان و في المجالس المنتخبة الولائية والبلدية ، و مستقبلا ستتاح لهم فرص تقلد مناصب عليا في الدولة .