ووري الثرى أمس الجمعة، الأستاذ الجامعي والباحث في التراث الجزائري، البروفيسور الحاج ملياني عن عمر ناهز ال 70 سنة بعد معاناة من المرض. وقد سادت أجواء من الحزن والأسى على وفاة هذا الباحث المقتدر، الذي عرف عنه تواضعه وشغفه بالعلم والبحث وغيرته على تراث بلده، ما جعله يكرس حياته في البحث والتمحيص والاستكشاف من أجل تعزيز الموروث الثقافي والمساهمة في الحفاظ عليه وحمايته من الزوال والاندثار. وقد كان الفقيد الحاج ملياني، المولود بتاريخ 21 مارس 1951 بوهران، أستاذا في اللغة والأدب الفرنسي بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، وباحثا مشاركا في التراث الجزائري بمركز البحث في الانثروبولوجيا الاقتصادية والاجتماعية لوهران (الكراسك)، كما كان الراحل أحد الأصدقاء الأوفياء لجريدة «الجمهورية»، ومفكرا نشطا في مجالات الثقافة المحلية، لاسيما الأغنية الرايوية وحتى الأغنية الوهرانية، إذ كثيرا ما نشّط محاضرات ومداخلات، تحدث فيها بإسهاب عن تاريخ التراث الجزائري وإرهاصاته، مستعرضا «بيوغرافيا» مفصلة عن أهم الفنانين الذين تخصصوا في طابع «الراي». وتحصل البروفيسور الحاج ملياني على شهادة ليسانس من جامعة وهران سنة 1978، حيث واصل دراساته ليتحصل على شهادة الدراسات المعمقة في 1982 فالماجستير سنة 1989 من نفس الجامعة لينتقل إلى فرنسا بعدها ويتحصل على شهادة الدكتوراه سنة 1997 من جامعة باريس 13 . وقد خلّف الراحل عدة مؤلفات حول الأدب والتراث الجزائريين خاصة الموسيقي منه على غرار : التراث المادي واللامادي في الجزائر، و«مغامرة الراي : موسيقى ومجتمع» الذي ألفه بالتعاون مع بوزيان داودي وغيرها من المؤلفات. ويعد الفقيد عضوا بالمجلس العلمي ولجنة القراءة لعدة مجلات منها «إنسانيات» و«تناسق - الجزائر» و«ريزولونج»، كما كان رئيس المجلس العلمي لكلية الآداب والفنون (جامعة مستغانم) خلال الفترة الممتدة بين 2007 و2021.