* تنصيب لجنة تبرعات ولائية يشرف عليها الوالي * جمعية الميثاق والإنسانية تستقبل التبرعات من خارج الوطن صنفت منظمة الصحة العالمية جائحة كورونا المستجد منذ سنة 2020 ضمن الكوارث الطبيعية الكبرى و لا تزال يحصد الأرواح ، تعطل الاقتصاد و تهدد الحياة برمتها ، المختصون في علم الطب و الكوارث الطبيعية الكبرى أجمعوا على أن الحل الوحيد لمواجهة هذا الوباء الذي أعلن الحرب على البشرية هو التلقيح ثم البقاء على قيم التضامن واحترام البروتوكول الصحي ، خاصة بعدما اتضح أن وباء كورونا ينتشر عبر موجات متعاقبة و له قدرة التحور من موجة لأخرى ما يخلق إشكاليات صحية جديدة يستوجب التكيف معها وإيجاد حلول لها . الجزائر ليست في أحسن حال مقارنة مع باق دول العالم ، وهذا بعدما تعرضت هي الأخرى إلى موجتين في (2019/2020) لوباء كوفيد 19 ( سارس كوف 2 و فيروس كورونا المستجد ) وهي اليوم تعيش الموجة الثالثة من المتحور (دالتا) ، حسب الخبراء عليها التأهب لاستقبال خلال موسم الخريف الموجة الرابعة لذا يستوجب عليها وضع كل الإمكانيات لإنجاح عملية تلقيح المواطنين لرفع المناعة الجماعية بنسبة 80% وهي النسبة التي حددتها المنظمة العالمية للصحة لإبعاد هذا الوباء بشكل كبير . و لتوضيح الصورة أكثر أجرت اليومية هذا الحوار مع البروفيسور بوزيان كاراكاش مختص في الكوارث الكبرى بجامعة مستغانم . * بداية كيف تقيمون لقائكم الأخير مع والي ولاية مستغانم بخصوص وباء كورونا ؟ - والي ولاية مستغانم السيد عيسى بولحية استقبل في آن واحد الجمعية التي أنا عضو فيها و هي جمعية الميثاق والإنسانية التي تتشكل من مقاولين ودكاترة في الطب ، العمران و كدا جمعية كافل اليتيم التي لها تجربة كبيرة في مجال العمل الخيري . اللقاء هذا كان مثمرا جدا ، خاصة وأنه جاء بعد القرارات الجريئة التي اتخذها والي الولاية كغلق كل الشواطئ ، و نزع الطاولات من المقاهي ، و إطلاق حملات تحسيسية عبر المساجد وإذاعة مستغانم ،و تخصيص فرق طبية لتلقيح المصلين عبر المساجد الكبرى ( 14 ) الموزعة عبر تراب الولاية ، تعقيم الشوارع و الأحياء ، تنصيب خيم لتلقيح المواطنين أمام المؤسسات العامة ، كل هذه القرارات تصب في توجهنا و ما دار من حديث بيننا . * فيما تلخصت اقتراحاتكم ؟ -بعد القرارات المهمة التي اتخذها الوالي ، أعتقد أننا دخلنا نحن ممثلو المجتمع المدني و الإدارة مرحلة التأهب القصوى ، رغم هذا اقترحنا التوقف عن تسجيل المواطنين الراغبين في التلقيح الذي بلغ عددهم في أحد المراكز 2000 مواطن ، و قد استجاب والي الولاية لطلبنا واستبدله بقرار يسمح للمواطنين بأخذ جرعتهم في 24 ساعة ، خاصة وأن الدفعة الأولى من اللقاح المقدرة ب 50 ألف جرعة في متناول الملقحين ، أما بخصوص أجهزة إنتاج الأكسجين فقد طمأننا بوجود أرصدة مالية كافية لشراء ثلاثة أجهزة ضخمة لإنتاج الأكسجين . أضف أننا كجمعية بصدد استقبال تبرعات من خارج الوطن لذا نفكر أن نستلمها من خلال لجنة التبرعات الولائية التي يشرف عليها والي الولاية . * ماذا عن الأكسجين الذي بات لا يلبي الطلبات بمستشفيات مستغانم ؟ - هذه الإشكالية اتضحت بقوة بعد ظهور الموجة الثالثة "دالتا" التي ضربت بحدة المواطنين ما أدى إلى رفع في وقت قياسي عدد المصابين واكتظاظ المستشفيات بالمرضى ، عندها عجزت المؤسسات المختصة في إنتاج الأكسجين عن تموين المستشفيات ، خاصة وأن هذه المؤسسات لا تتجاوز طاقاتها التموينية 25 إلى 30 قارورة لكل مستشفى ، باستثناء مستشفى " شي قي فارا " بمستغانم الذي يحتوي على خزانين تم إنجازهما بفضل المحسنين خلال الموجة الثانية ، الأول بطاقة 5 آلاف لتر والثاني ب 10 آلاف لتر رغم ذلك لا تكفي الكمية لتغطية حاجيات المرضى لأكثر من أسبوع في حال بلغ عدد المرضى 100 مريض ، أضف أن هناك خزان واحد في الخدمة ، أما فيما يخص مستشفيات بوقيراط ، سيدي علي ، عين تادلس ، عشعاشة فالتمسنا نقصا كبيرا لمادة الأكسجين و الممونين غير القادرين على تغطية الطلبات . * وماذا عن مستشفى 240 سريرا لاستقبال المصابين فيروس كورونا ؟ - حسب والي الولاية فإن مستشفى 240 سريرا خصص منه فضاء لاستقبال 120 مريضا مصابا بكوفيد 19 سيفتح خلال الأيام القليلة القادمة وعليه تقرر تجهيز غرفة العمليات ، وربط أنابيب الأكسجين في انتظار ملئ الخزان ، هذا القرار جاء في ظل ارتفاع وباء كورونا المتحور (دالتا ) بمستغانم ، حيث بلغ عدد المصابين بكوفيد 19 يوم الأربعاء الماضي 109 حالات و لم يسجل هذا العدد بمستغانم منذ ظهور الوباء علما أن المصابين الذين يعالجون في منازلهم غير معروفين و عليه نطلب من الأطباء الخواص تزويد مديرية الصحة بمعطيات حول المرضى الذين سُلمت لهم وصفات طبية خاصة لمعالجة كوفيد 19 حتى يضبط العدد الصحيح ، اليوم نحن في الموجة الثالثة ، فإذا كنا بالأمس نجهل كيفية التعامل مع هذا الوباء خلال الموجة الأولى والثانية واعتمدنا على جرعات الكلوروكين والتوجيه الطبي فخلال الموجة الثالثة والحمد لله بات لنا القدرة على حصر الأعراض و تقديم الوصفات الطبية الناجعة إضافة إلى اكتشاف اللقاح . علينا الآن التحضير للموجة الرابعة التي يتنبّأ الأطباء حدوثها في الخريف المقبل ، للعلم دخلت تونس في الموجة الرابعة أما فرنسا فهي في الموجة السادسة . * كمختص في الكوارث الكبرى هل قَدرنا العيش مع كوفيد 19؟ - يمكننا الخروج من هذه الأزمة في حالة واحدة و هي تلقيح 80% من المواطنين ، هذا ما جاء به علماء الأوبئة ، في هذه الحالة يمكن أن نحقق ما يعرف بالمناعة الجماعية ، دون ذلك سنبقى تحت رحمة هذا الوباء ، على المواطنين أن يعلموا أننا في حرب مباشر مع وباء كورونا وعلى الجميع إدارة و جمعيات و مجتمع مدني الإتحاد لربح المعركة ، كما يتوجب علينا مواصلة عمليات الوقاية و التضامن و التلقيح ، هذه التجربة استقيناها من البرازيل و دول أوروبا . * ما قولك حول المشككين في نجاعة اللقاح ؟ - الخوف هو الذي يدفع بعض المواطنين إلى الشك ثم الأفكار السلبية التي يروجونها عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ، و ما هو أكيد أن اللقاح هو الحل الوحيد للقضاء على الفيروس لأنه يحمي الملقح من الأعراض الخطيرة و إن تعرض لفيروس كورونا فإن مناعته تستجيب بسرعة والأعراض تكون خفيفة لا تأثر على المصاب ، لذا أقول لهم حياتكم لا تكون محمية إلا باللقاح . * كلمة أخيرة - في الأخير أطلب من مسؤولي قطاع الصحة بولاية مستغانم إقحام الطواقم الطبية و شبة الطبية العاملة في العيادات متعددة الخدمات لتخفيف الضغط على الأطباء الذين يواجهون وباء كورونا دون انقطاع منذ سنتين ، ثم كمختصين في الكوارث الطبيعية الكبرى نأسف لعدم إشراكنا ضمن جلسات مديرية الصحة و خلية الأزمات المتواجدة على مستوى الولاية وهذا لتقديم لهم ما لدينا من اقتراحات في هذا المجال .